|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أعلى الصفحة |
الى الأمة الإسلامية مساء الأربعاء الثانى عشر من شهر أبريل عام 2006 |
العـودة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بِسـم اللهِ الرّحمنِ الرّحيـمِ |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قد يعتقد البعض أننى فى مناسبة الحولية للإمامين رضى الله عنهما أود التحدث عن
المناقب، أقول نعم، ولكن قد تختلف نوعية المناقب التى أود التحدث عنها، فقد
اعتاد الناس سماع مناقب مقامات زاهرة وكرامات باهرة وعلى ما اعتاد الناس أسير،
ولكن المناقب والمقامات والكرامات وخرق العوائد هنا هى نوعية لم يعتد الناس على
ذكرها، ألا وهى مكارم الأخلاق التى بعث الحبيب المصطفى
وكذلك بالنسبة لمولانا الشيخ إبراهيم
ولكن الحديث يكون أجمل فى الأخلاقيات لمن أتم فقه العقائد وفقه العبادات إلى فقه المعاملات، فمن مكارم الأخلاق أن يكون الإنسان قوله للناس لينا ووجهه منبسطا طلقا مع البر والفاجر والسنى والمبتدع، من غير مداهنة ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضى مذهبه، لأن الله تعالى قال لسيدنا موسى وسيدنا هارون عليهم السلام ]اذهبا إلى فرعون إنه طغى % فقولا له قولا لينا[[2] فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، بل قد أمرهما الله تعالى باللين معه.
وسُئلت السيدة عائشة عن خُلقه
وقال الإمام الجنيد
وروى البخارى من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير فى قوله
]خذ
العفو وأمر بالعرف[
قال: ما أنزل الله هذه الآية إلا فى أخلاق الناس، وروى سفيان بن عُيَيْنَة عن
الشعبى أنه قال: إن جبريل نزل على النبى
وقال سيدى جعفر الصادق
وقال الشاعر:
فمكارم الأخلاق من تلك الزاوية هى كيفية معاملة الناس فى ترفع عن النزول إلى
مستوياتهم فى الخصام وفى رفعهم إذا كانوا محبين أو تابعين أو مريدين وقد قال سيدى
فخر الدين
إن الناس فى المعاملات على أربع درجات، العين بالعين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين: أما الأولى فعن ابن عباس قوله ]أن النفس بالنفس[[6] قال: يقول تُقتل النفس بالنفس وتُفقأ العين بالعين ويُقطع الأنف بالأنف وتُنـزع السن بالسن وتُقتص الجراح بالجراح، فهذا يستوى فيه المسلمون فيما بينهم رجالهم ونسائهم إذا كان فى النفس وما دون النفس.
ولكن هذا النوع من المعاملات يؤخذ عليه بقول سيدنا عمر
أما الدرجة الثانية فى المعاملات فهى كظم الغيظ وملك النفس عند الغضب وذلك من
أعظم العبادة وجهاد النفس، فقال
وروى أبو داود وأبو عيسى الترمذى عن سهل بن معاذ بن أنس الجهنى عن أبيه عن النبى
أما عن الدرجة الثالثة قال زيد بن أسلم
وروى أنس عن النبى
وقال ابن المبارك: كنت عند المنصور جالسا فأمر بقتل رجل، فقلت يا أمير المؤمنين
قال رسول الله
وأخرج تمام فى فوائده وابن عساكر عن ابن عمر عن النبى
وأخرج الديلمى عن أنس قال: قال رسول الله
أما الدرجة الرابعة فهى الإحسان لمن أساء إليك، فقد روى أن رجلا خاض فى سيدى على
زين العابدين
وروى عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مرقة حارة، وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه، فأراد ميمون أن يضربها، فقالت الجارية: يا مولاى، استعمل قوله تعالى ]والكاظمين الغيظ[ قال لها: كظمت غيظى، فقالت: اعمل بما بعده ]والعافين عن الناس[، فقال: قد عفوت عنك، فقالت الجارية: ]والله يحب المحسنين[ قال ميمون: قد أحسنت إليك، فأنت حرة لوجه الله تعالى. وروى عن الأحنف بن قيس مثله فلما سألوه هل رأيت أحلم منك؟ قال: نعم، وتعلمت منه الحلم، قيل: ومن هو؟ قال: قيس بن عاصم المنقرى، حضرته يوما وهو مُحْتَبٍ يحدثنا إذ جاءوا بابن له قتيل وابن أخ له كتيف، فقالوا: إن هذا قتل ابنك هذا، فلم يقطع حديثه ولا نقض حبوته، حتى إذا فرغ من الحديث التفت إليهم فقال: أين ابنى فلان؟ فجاءه، فقال: يا بنى قم إلى ابن عمك فأطلقه، وإلى أخيك فادفنه، وإلى أم القتيل فأعطها مائة ناقة فإنها غريبة لعلها تسلو عنه. ثم يأتى الدور فى الحديث عن الشائعات وخطرها المدمر على المجتمعات عَلَّنا نتساءل كيف تبدأ الشائعة؟ ويكون لها دور فى تفكك المجتمع؟ تنشأ الشائعة لعدم وجود قناة اتصال بين مصدر الشائعة والناس التى تنتشر بينهم تلك الشائعة، وبالتالى تجد تلك الشائعة مناخ النمو والازدهار، وفى هذا المناخ تغيب الشفافية فى معظم الأحيان ويترعرع عدم الثقة بين الأشخاص، وفى مناخ كهذا يصبح انتشار الشائعة كانتشار النار فى الهشيم. وهى احدى الوسائل المستخدمة فى الحرب النفسية والتى يتم اللجوء إليها فى أوقات الحروب من أجل زعزعة صفوف المحاربين وإضعاف ثقتهم بأنفسهم.
فقد حدث فى أعقاب غزوة أحد أن أخذت قريش تنشر الشائعات بين العرب أنها حطمت دولة
الإسلام وأنها على وشك القضاء عليها، فطمعت قبائل العرب بالمسلمين وأخذوا يَعدون
للإغارة على المدينة، فأرسل النبى
فكانت الشائعة مصدر هلاك وخراب وهى كذلك فى كل الأوقات، فيجب على المسلم التأكد
من الخبر قبل أن يكون سببا فى نشر أكذوبة عارية من الصحة والحقيقة قد تتسبب فى
خصومة أو قتل نفس أو تفريق شمل الجماعة التى حض رسول الله
كيفية محاربة الشائعات ليس هو بالأمر السهل ولكن توجد طرق يمكننا من خلالها معالجة أو مكافحة الشائعة إن لم نتمكن من القضاء عليها كلية، فتوفر آلية منهجية للتعامل مع أى شائعة أمر هام وتعتمد تلك الآلية على ثلاث خطوات أساسية هى: الأولى: تحديد الشائعة التى تنتشر بالضبط ومصدرها وهى المرحلة الأولى ويتم الاعتماد على فرق من المجتهدين فى مجال النشاط الاجتماعى لتحقيق تلك الغاية. والثانية: صياغة استراتيجية فعالة لمعرفة أى الشائعات صحيح وأيها خطأ، وفى بعض الحالات يكون جزء من الشائعة صحيحا والآخر غير ذلك، ويتم التغلب على تلك الصعوبات من خلال تشكيل لجان تضم أشخاصا يمكنهم الوصول إلى معلومات دقيقة حول أى شائعة. والخطوة الثالثة للتعامل مع الشائعة: هى عملية تصحيح الشائعة، وهنا تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا فى المسألة، حيث تصحح المعلومات الخاطئة من خلال نشر المعلومات التى تتوصل إليها جهود التحكم فى الشائعة التى أشرنا إليها آنفا. ولا يخلو تاريخ الأنبياء والرسل أنفسهم من قذائف الشائعات التى أطلقها عليهم خصومهم وأعداؤهم، ولكنها فى النهاية انقبلت على مُرَوِّجِيهَا. فنبى الله نوح عليه السلام أُطلقت عليه الشائعات وقذفوه بالكذب والضلال والجنون. وكذلك نبى الله هود عليه السلام، وصفه قومه بالسفاهة، بل أشيع أنه أصيب بمس فى عقله سَبَّبَ له الهذيان. وأما موسى عليه السلام فقد اتهمه قومه بالسحر والجنون والكذب والفساد فى الأرض. وكانت مريم البتول أكثر مَن تضررت بالشائعات لأنها مست شرفها وهى أطهر نساء العالمين، ولولا عناية الله بها فكانت تلك المعجزة التى جعلت من وليدها يتكلم وهو فى المهد ليقطع دابر الفتنة التى أحاطت بها وليخرس كل الألسنة التى تجرأت عليها.
أما نبينا الكريم سيدنا محمد
ولابد للمتلقى للشائعة من إعمال العقل والتمييز بين الحق والباطل، ولا يعير للشائعة أهمية لا تستحقها، فالناس الذين لا عمل لهم، هم فقط الذين يضيعون أوقاتهم فى القيل والقال. كما أن من الشائعات أن تنشر بين الناس خبر فاحشة رأيتها بعينك وتظن أنك تقول الحق ولا تكذب، فانظر فى قوله تعالى ]إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون[[9]. وأخرج ابن أبى حاتم عن خالد بن معدان قال: من حدث بما أبصرت عيناه وسمعت أذناه، فهو من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا. وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء قال: من أشاع الفاحشة فعليه النكال وإن كان صادقا.
وأخرج أحمد عن ثوبان عن النبى
وقد ظهر فى الآونة الأخيرة نوع من الفتن بإشاعة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة
للحبيب المصطفى
سيدى وحبيبى رسول الله
لامارتين: فى كتابه (تاريخ الأتراك) باريس 1854م قال: لا يوجد رجل أعظم من محمد. وهو ما أوضح عنه فى الكتاب بقوله: لو كانت عظمة الهدف أو الغاية، كانت بساطة وضآلة تكاليف الوسيلة، بالإضافة إلى تحقيق النتائج الباهرة بنجاح وسلاسة هى المعايير الثلاثه للعبقرية البشرية فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن أى رجل عظيم من عظماء التاريخ بنبى الإسلام محمد.
البروفيسور ك. راما كرشينا: وهو فيلسوف هندوسى فى كتابه الموسوم بعنوان (محمد نبى
الإسلام) فيقول فى شخص نبى الإسلام
شاهد الناس فعلا هذه الظاهرة النادرة الحدوث، ظاهرة اجتماع القدرة على صياغة أفكار ونظريات جديدة، وظاهرة القدرة على تحريك الجماهير، وظاهرة القدرة على القيادة الفعلية للجماهير تجتمع على وجه الأرض لأول مرة فى شخص حقيقى من لحم ودم يمشى على قدميه فوق سطح الأرض ألا وهو نبى الإسلام محمد إنه الرجل الفذ العظيم، وهو من وجهة نظرى غير معاد وغير معارض للمسيح ومن اللازم أن نطلق عليه منقذ البشرية. جورج برنارد شو: فى كتابه (عظمة الإسلام) المجلد الأول: كان محمد هو روح الرحمة وقد ظل تأثيره باقيا خالدا على مر الزمان لم ينسه أحد من الناس الذين عاشوا حوله ولم ينسه الناس الذين عاشوا بعده. ديوان شاندى شارما: البروفيسور الهندى فى كتابه المعنون بعنوان (أنبياء من الشرق) كالكوتا 1935 ص 122: بعد مضى أربعة أعوام على وفاة الامبراطور ستنبان فى 569م ولد فى مكة فى شبه الجزيرة العربية الرجل الذى مارس أعظم تأثير على كل الرجال فى العالم. دكتور جون وليم درابر: فى كتابه (تاريخ التطور الفكرى فى أوربا) لندن 1875: بمصادفة فريدة كل التفرد فى التاريخ يعتبر محمد مؤسسا لأمة من الأمم ومؤسسا لإمبراطورية من أكبر الإمبراطوريات ومؤسسا لدين من أعظم الأديان. ر. بوسو بوث سمث: فى كتابه (محمد والديانة المحمدية): كان محمد هو الشخص الأكثر نجاحا بين كل الشخصيات الدينية. الانسيكلوبيديا البريطانية: الطبعة الحادية عشر قال العلامة بارتميلى سنت هيلر: إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمدا من أعظم من عرفهم التاريخ، وأخذ بعض علماء الغرب ينصفون محمدا مع أن التعصب الدينى أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضله. غوستاف لوبون: فى كتابه (حضارة العرب): كان محمد أعظم عرب زمانه ذكاءً وأشدهم تديناً وأعظمهم رأفةً، ونال محمد سلطانه الكبير بفضل تفوقه عليهم ويعد دينه الذى دعى الناس إلى اعتقاده جزيل النعم على جميع الأمم التى اعتنقته.
وألقى واحد من أعظم مفكرى القرن التاسع عشر ألا وهو (توماس كارلايل) محاضرة عنه
بعنوان (البطل عندما يكون نبيا) واختار النبى محمدا
محمد هو رجل الحق والأمانة والصدق، كان صادقا فيما يقول صادقا فيما يفعل وكان صادقا فيما يعتقد. إتهام محمدا بأنه رجل كان يحاول تحقيق طموح شخصى دنيوى على أساس من رغبة جامحة فى الحصول على سلطات الملك الدنيوى إنما هو اتهام عار تماماً من الصحة لدرجة أنه لا يحتاج إلى مجرد البحث والمناقشة من جانبنا. (مَن الذين كانوا أعظم قادة فى التاريخ؟) هذا هو عنوان غلاف مجلة تايم الأمريكية فى 15 يوليو 1974 وقد قامت بسؤال مجموعة من المؤرخين وكبار الكُتَّاب ورجال الأعمال وغيرهم عن اختيار كلٍ منهم فى هذا الصدد وَوَصْف كلٍ منهم لمرشحه بالعظمة!! قال المؤرخ الأمريكى وليام مانكيل وهو أستاذ التاريخ بجامعة شيكاغو: لو أننا كنا نقوم بقياس القيادة قياسا شاملا فسيكون لدينا أسماء هؤلاء القادة العظام فى التاريخ: المسيح وبوذا ومحمدا وكونفوشيوس. وسجل (جيمس جافين) الذى يوصف بأنه رجل القوات المسلحة الأمريكية وهو جنرال متقاعد حيث يقول: من بين القادة الذين أحدثوا أعظم تأثير فى العالم عبر الأجيال أعتقد أن أبرزهم محمدا وعيسى. ونصل الآن إلى رأى (جول ماسر مان) المحلل النفسى الأمريكى وأستاذ علم النفس فى جامعة شيكاغو، يقول: إن القادة يلزم أن يؤدى كل منهم ثلاث وظائف غاية فى الأهمية: الوظيفة الأولى هى أن يحقق مصلحة الجماعة التى يقودها. الثانية هى أن يوفر لأتباعه نظاما إجتماعيا يشعر فيه الناس بالأمن. الثالثة هى أن للقائد الحقيقى أن يكون قادرا على أن يمد أتباعه بمجموعة منسقة من العقائد الصحيحة. ويستخدم المعايير الثلاثة السابقة فى البحث والتحليل لمجموعة من الشخصيات والأنبياء ويصل فى النهاية إلى أن يقول: ربما يكون أعظم قائد فى كل عصور التاريخ هو محمدا فهو وحده الذى جمع المزايا الثلاث والوظائف الثلاث للقائد.
كتاب القادة الدينيين لـ (هنرى توماس ودانالى توماس) سنة 1959 وفيه تراجم لثلاثة
من الأنبياء الكبار وثلاثة من أئمة الديانات وعشرة من المصلحين، أما كبار
الأنبياء فهم موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، تبتدئ ترجمة النبى
فى القرن السابع حين بدا على الدنيا أنها أصيبت بالجفاف وحين فقدت اليهودية مولدها واختلطت المسيحية بِمُوَرَّثات الأمم الرومانية والبربرية، نبع فى المشرق فجأة ينبوع صافى من الإيمان ارتوى منه العالم وقد كان محمد محبا لإخوانه من بنى الإنسان بسيطا فى معيشته يأكل خبز الشعير ويخدم نفسه وإن اجتمعت له أسباب الثراء، ويتورع أن يضرب أحدا أو يسؤه بكلمة تقريع، وقد حاول أن يقابل كراهية أعدائه بالحب لأنه يُعَلِّم الناس أن أحب الخلق إلى الله أحبهم إلى خلق الله، ولكن عُبَّاد الأوثان بمكة لم يسمعوا لدعوة المحبة والحكمة ... إن من الحق أن يلاحظ أن صدق محمدا لا يتجلى فى كتاب مقدس فحسب بل هو يتجلى كذلك فى حياة مقدسة، لأنه كان بأصدق معانى الكلمة نعم المثال للمسلم الفاضل الذى أسلم نفسه إلى الله إسلام السمع والطاعة. إن صاحب الدعوة الإسلامية لم يبدأ المخالفين له بالحرب بل هم الذين بدءوه بها واضطروه إليها. وقالا فى ختام الفصل عن السيرة المحمدية: فالإسلام لا يخالف الديانات الأخرى بل هو يجمع ويؤلف ولا يطرد ولا يستثنى، ومن آداب المسلم أن يحترم عقائد غيره وأن يؤمن بأن العالم أمة واحدة تدين لرب واحد هو الله رب العالمين.
كتاب (العظماء مائة أولهم محمد) للكاتب الأمريكى مايكل هارت وتحدث فيه فى الفصل
الأول عن النبى
يجوز أن يُدهش بعض القراء اختيارى محمدا ليكون على رأس قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرا فى العالم؟ وربما كان ذلك عرضة للاستفسار من جانب آخرين، ولكن كان هو الرجل الوحيد فى التاريخ الذى تحقق له النجاح الكامل -كل الكمال- على المستوى الدينى وعلى المستوى الدنيوى. لقد وضع محمد أسس دين من أعظم الأديان فى العالم وقام بنشره استنادا إلى مصادر ضئيلة وأصبح أيضا قائدا سياسيا عظيم التأثير، واليوم وبعد أكثر من ثلاثة عشر قرنا بعد وفاته لا يزال تأثيره واسع الانتشار. وفى حقيقة الأمر وباعتبار أن محمدا كان يُعتبر بحق هو القوة الدافعة وراء الفتوحات العربية فمن الجائز لنا أن نعتبره بحق جديرا بأن يكون أعظم القادة السياسيين تأثيرا فى كل عصور التاريخ البشرى ونحن ندرك أن الفتوحات العربية فى القرن السابع الميلادى قد لعبت دوراً مهماً فى التاريخ البشرى حتى يومنا الحاضر، إنه إذاً ذلك التأليف المنقطع النظير بين ما هو دنيوى وما هو دينى وهو الذى يجعلنى أن أرشح محمدا ليكون الشخص الأوحد الأكثر تأثيرا فى التاريخ الإنسانى.
وكل عام وأنتم بخير __________________________________________________________________________________________________________________ [1] يوسف 79 [2] طه 43 ، 44 [3] المؤمنون 1 [4] القلم 4 [5] الأعراف 199 [6] المائدة 45 [7] آل عمران 134 [8] الشورى 37 [9] النور 19 |
العـودة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أعلى الصفحة | العـودة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|