|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أعلى الصفحة |
الى الأمة الإسلامية مساء الأربعاء الثانى من شهر أبريل عام 2008 |
العـودة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بِسـم اللهِ الرّحمنِ الرّحيـمِ |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الحمدُ للهِ الذى بعث لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها، ويحفظ للمؤمنين حسن العقيدة فى رسولها، وأشهد أن أحمد المحمود ياقوتة الخلق الأول، فهو السيد السند الهمام المبعوث لرفع راية الإسلام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام، خلفاء أسراره وأشعة أنواره وحملة أحواله وأفعاله وأقواله:
أيها الأحباب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
عن سيدنا
أبى
هريرة
ولفظة (يبعث) تعنى الاختيار الإلهى وليس اختيار سائر البشر، ذلك لأن اختيار البشر مبنى على الشهرة وفصاحة اللسان، وكان فى رأس المائة عام الأولى سيدنا عمر بن عبد العزيز وفى رأس المائة الثانية الإمام الشافعى رضى الله عنهم أجمعين.
ولذلك يقول الإمام أحمد بن حنبل
وحول معنى التجديد نجد حضرة النبى
وقال سيدنا أنس قال لى رسول الله
فالتجديد يكون فى إحياء الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله
والتجديد وإحياء السنة لا يكون فى العبادات أو العقائد، لأن العبادات ثابتة والعقائد واحدة، ونجد أن المعاملات هى الأكثر تعرضا للتجديد، كحال المسلمين الذين يعيشون فى بلاد غير المسلمين فيعيشون فى مجتمع يسوده الأمن والسلام، فلا يجدون صعوبة فى حياتهم الاجتماعية، ولا اعتراضا على ممارسة عبادتهم.
وكما نعلم أن الدين قد أشرق من جزيرة العرب وانتشر رويدا بالطرح الجميل للدعاة،
ولكن إذا اتجهنا غرباً فإن العقائد فى الإلهيات والغيبيات تبدأ فى الإنحسار،
حتى إذا وصلنا إلى الدول الإسكندنافية فإن شمس العقائد تكاد تختفى بين أهل
البلاد الأصليين، فهم لا يؤمنون إلا بما بين أيدهم من علوم وإحداثيات، وكما قال
مولانا الإمام الشيخ إبراهيم
ولننظر إلى سيدنا عبد الله بن عمر عندما دخل عليه رجل فقال له: يا صاحب رسول
الله هل للقاتل توبة؟ فقال ابن عمر: لا، وبعدها دخل سائل آخر فقال: هل للقاتل
توبة؟ فقال ابن عمر: من أغلق بابا فتحه الله، فاحتار طلابه وقالوا: إن الجواب
الأول يناقض الثانى فى مسألة واحدة فكيف تفسر لنا ذلك؟ فأجابهم
فعلى كل من يتكلم بلسان الدين تحرى الدقة فى فتواه، وأن تكون الفتوى مبنية على أساس الفقه فى علوم القرآن والسنة وليس الاطلاع فحسب.
أيها الأحباب ...
يقول الحق تبارك وتعالى:
﴿إِنَّهُمْ
فِتْيَةٌ آمَنُوا
بِرَبِّهِمْ
وَزِدْنَاهُمْ
هُدًى﴾
لقد مدح الله هؤلاء الفتية لقوة إيمانهم رغم صغر سنهم،
فخلّد الله ذكراهم فى كتابه العزيز، وفسر الإمام السيوطى فى الدر المنثور قوله
تعالى:
﴿لَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾
أن هذا هو طور الشباب والشدة، أى مرحلة تفجر الطاقة عملا وإيمانا ولذلك نجد أن
أكثر المسلمين الأوائل من الشباب، فوجه لهم حضرة النبى
ويقول الإمام على كرم الله وجهه (اتقوا الله فى الشباب فإنهم من جيل غير جيلكم خلقوا لزمان غير زمانكم) فلابد للشيوخ أن تتسع صدورهم لاستيعاب الشباب وتحبيبهم للطريق المستقيم.
وصلاح الشباب يعود على المجتمع ويظهر جليا فى خدمة الدين، وهذا ما يسعد قلب
الحبيب المصطفى
فانظر مدى محبة سيدنا رسول الله
فمرحلة الشباب هى ثمرة العمر فيجب استغلالها أحسن استغلال فى خدمة دين المصطفى
ويقول الإمام فخر الدين :
أيها الأحباب ...
وليس الشباب فقط من أوصى بهم الحبيب المصطفى
وفى صدر الإسلام عندما كان الحبيب وصاحبه فى الغار، فمن كان يحمل الطعام إليهما وينقل لهما أخبار قريش؟ إنها السيدة أسماء وقد لقبت بذات النطاقين لكونها شقت نطاقها نصفين ووضعت الطعام فى أحدهما حتى لا يراه أحد ويشك فى أمرها.
وهاهى السيدة الخنساء الأديبة الشاعرة التى كان يستمع لها سيدنا رسول الله
كما أمرنا رسول الله
وإذا نظرنا إلى السيرة نجد أن كثيرا من نساء الصحابة شاركن فى رفع قوائم مسجد
رسول الله
والسيدة نفيسة
ومن أقوال الإمام مالك
أيها الأحباب ...
إن دور المرأة والشباب فى خدمة المجتمع يحتاج الى تاج على الرؤوس ألا وهو
(الإيثار) وليس الإيثار فى السراء فقط بل مع قلة ذات اليد .. فها هو رجل يأتى
سيدنا رسول الله
ويقول صاحب الجامع لأحكام القرآن: الإيثار هو تقديم الغير على النفس وحظوظها الدنيوية رغبة فى الحظوظ الدينية، وذلك ينشأ عن قوة اليقين وتوكيد المحبة، والصبر على المشقة.
وصحابة رسول الله
وقد ورد أن سيدنا عمر بن الخطاب
ويقول الإمام القرطبى فى تفسيره لهذه الآية الكريمة:
الإيثار بالنفس فوق الإيثار بالمال، ومن الأمثال السائرة: (والجود بالنفس أقصى
غاية الجود) ومن عبارات الصوفية الرشيقة فى حد المحبة: أفضل الجود بالنفس الجود
على حماية رسول الله
وقال حذيفة العدوى: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لى ومعى شئ من الماء وأنا أقول: إن كان به رمق سقيته، فإذا أنا به، فقلت له: أسقيك، فأشار برأسه أن نعم، فإذا أنا برجل يقول: آه آه، فأشار إلى ابن عمى أن انطلق إليه، فإذا هو هشام بن العاص فقلت: أسقيك؟ فأشار أن نعم، فسمع آخر يقول: آه آه .. فأشار هشام أن انطلق إليه فجئته فإذا هو قد مات، فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات، فرجعت إلى ابن عمى فإذا هو قد مات. ويقول سيدى أبو يزيد البسطامى: ما غلبنى أحد ما غلبنى شاب من أهل بلخ! قدم علينا حاجاً فقال لى: يا أبا يزيد، ما حد الزهد عندكم؟ فقلت: إن وجدنا أكلنا، وإن فقدنا صبرنا، فقال: هكذا كلاب بلخ عندنا، فقلت: وما حد الزهد عندكم؟ قال: إن فقدنا شكرنا، وإن وجدنا آثرنا. وسئل ذو النون المصرى: ما حد الزاهد المنشرح صدره؟ قال ثلاث: تفريق المجموع، وترك طلب المفقود، والإيثار عند القوت. وحكى عن أبى الحسن الأنطاكى: أنه اجتمع عنده نيف وثلاثون رجلا ومعهم أرغفة معدودة لا تشبع جميعهم، فأطفأوا السراج وجلسوا للطعام؛ فلما رُفع فإذا الطعام كما هو لم يَأكل منه أحد شيئاً؛ إيثاراً لصاحبه على نفسه.
وفى تفسير قوله تعالى
﴿يوفون
بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا
•
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا﴾
أن الحسنين قد مرضا فعادهما رسول الله
فلما كان اليوم الثانى قامت الزهراء إلى صاع فطحنته واختبزته، فوضع الطعام بين أيديهم؛ فوقف بالباب يتيم فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم أطعمونى أطعمكم الله، فأطعموه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء. فلما كان اليوم الثالث قامت الزهراء إلى الصاع الباقى فطحنته واختبزته، فوضع الطعام بين أيديهم؛ إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، أطعمونى فإنى أسير، فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء. فلما أوفوا بالنذر هبط جبريل عليه السلام وقال: السلام عليك، ربك يقرئك السلام وأقرأه ﴿هل أتى على الإنسان حين من الدهر﴾ إلى قوله ﴿يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا • ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا • إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا﴾. ويعلمنا سيد الخلق أجمعين أن نؤثر ذاته وأهله وعترته وذريته .. فيقول: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلى أحب إليه من أهله وعترتى أحب إليه من عترته وذريتى أحب إليه من ذريته)-أخرجه المتقى الهندى فى كنز العمال.
وعن ابن هشام
فحقا ..
اللهم اجعلنا من المحبين المحبوبين بجاه سيد الأولين والآخرين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وكل عام وأنتم بخير |
العـودة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أعلى الصفحة | العـودة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||