أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  صوفيات طرق صوفية  ::  الأوراد  ::  الحضرة  ::  الذكر  ::  السبحة  ::  أولياء الله      

6

الحضرة

 

 

  اعلم أن الذكر فى جماعة وهو ما يسمى بحلقة الذكر ورد فى الكتاب والسنة وكان على عهد رسول الله ولم يكن أمراً مبتدعاً فى الدين فقد قال تعالى ﴿إن الذين قالوا ربنا الله﴾، ﴿الذاكرين الله كثيراً﴾، ﴿الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم﴾ وكل هذه الآيات فيها لفظ الجمع "الذين"، وقد روى البخارى بأن رسول الله دخل المسجد فوجد حلقتين حلقة ذكر وحلقة علم فجلس فى حلقة العلم وقال: (كلا المجلسين خير وإنما بعثت معلما) فنزل عليه قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ فقال : (الحمد لله الذى جعل من أمتى من أمرت أن أصبر نفسى معهم) - وهم أهل الصفة.

كما يوجد من بيانه الشريف فى الحديث القدسى قوله : (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ...) والحديث للبخارى عن أبى هريرة، والملأ الجماعة وهى لاتكون إلا حلقة مستطيلة، وعَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (سبقَ المُفْرِدُونَ) قَالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ وما المُفْرِدونَ؟ قَالَ: (المُستَهتِرونَ في ذكرِ اللَّهِ، يضعُ الذِّكرُ عنهُم أثقَالَهم فيأتونَ يومَ القيامةِ خِفَافاً) رواه الترمذى والمناوى وفي رواية (المشمرون)، والمراد الذين أولعوا به يقال اهتر فلان بكذا واستهتر أي مولع به لا يتحدث بغيره ولا يفعل سواه، ذكره جمع، وقال الحكيم الترمذي: المستهتر هو الذي نطق عن ربه لشبه كلامه كلام من لم يستعمله عقله لأن العقل يخرج الكلام على اللسان بتدبر وتؤدة وهذا المستهتر إنما نطقه كالماء يجري على لسانه حتى يشبه الهذيان في بعض الأحيان عند العامة وهو في الباطن مع اللّه من أصفياء الناطقين وأطهرهم وأصدقهم.

وروى الإمام أحمد عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله : (أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون).

فلننظر من الذى أحيا سنة سيد العالمين بحلقة الذكر.