أغلق      
         

 
       
                               

 

 

 

  صوفيات

طرق صوفية  ::  الأوراد  ::  الحضرة  ::  الذكر  ::  السبحة  ::  أولياء الله

 

 

 

5

الصوفية

 

 

  وأما هيئتهم أى الصوفية ومسحتهم وصفتهم فى الملبس فهم يقتفون آثار رسول الله فى الهيئة التى كان عليها بين الناس كافة ومنها الإعتياد والتواضع فلم يترك رسول الله مما يلبسه الناس من خشن الملبس إلا ولبسه وكان يجارى الفقراء فى كل شئ حتى أنه كان لايلبس النعال إلا قليلا وكان ابن مسعود رضى الله عنه يحمل نعليه ويمشى خلفه رسول الله وعاش الإمام مالك طوال حياته بالمدينة لم ينتعل فيها قط. ولما قيل له لم هذا؟ قال كيف أطأ أرضا وطأتها أقدام النبى الله بالنعال. وكان يلبس الخش من البرد اليمانية. التى اصلها من شعر وصوف. ولبس فى العمائم جميع الألوان.

  وكان يحب الخشن من الطعام ففى فتح مكة بعد أن انتهى جاء إلى السيدة أم هانئ وقال: (هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْئٌ؟) فَقلت: لا، إلاّ كِسَرٌ يَابِسَةٌ وَخَلّ، فقالَ النبيّ : (قَرّبِيهِ، فَمَا أَقْفَرَ بَيْتٌ مِنْ أُدْمٍ فيه خَلّ)، وقال : (نعم الإدام الخل)، والإدام هو ما يخلط بالخبز.

  ولما قبل صلى الله عليه وسلم هدية المقوقس ملك الإسكندرية التى منها السيدة ماريا القبطية فصنعت لرسول الله أقراص خبز مدهون وجهه يلمع فقال ماهذا؟ فقالت طعام الملوك عندنا يارسول الله فقال ردى عليه ما أخذته منه واصنعيه كخبزنا. أراد ألا يجعل لنفسه ميزة عن فقراء الناس، وردّ الطبيب إلى الإسكندرية وذلك أنه قال للطبيب: (أرجع إلى أهلك، نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع). وهكذا كان الكثير من خيرة الصحابة على نفس المنهاج.

  وقال فى مجمع الزاوئد عن علقم دخلت على على فإذا بين يديه طعام خشن فقلت أتأكل مثل هذا فقال كان يأكل أيبس من هذا ويلبس أخشن من هذا فإن لم آخذ بنفس ما أخذ به نفسه خفت ألا ألحقه.

هذه هى خصال الصوفى المستعد للسفر فليس له اطمئناناً فى الدنيا إلا برضوان الله تعالى عنه.