أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  برهانيات

الطريقة  ::  نسب الشيخ  ::  سيرة الشيخ  ::  مؤلفاته  ::  شعار الحولية

التسجيلات

 

 

 

كتـبه

دروسـه

شراب الوصل

 
  7  

لمحات من دروس الإمام فخر الدين

   

أوقد فعلوها

 

  سئل الإمام فخر الدين عن الحديث: (لاتسيدونى فى الصلاة) فقال : إياكم وتكذيب أى حديث عن رسول الله ، قال رسول الله : ( من كذب عنى حديثاً فليتبوأ مقعده من النار) الحديث. لأن فى كل المذاهب أن تقول فى التشهد "اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد" وهو إلتزام باللفظة التى قالها رسول الله ولكن إن كان حديثاً فلا بد أن يكون (لا تسودنى فى الصلاة) والخوف من التكذيب هو الإعتياد عليه فقد قال تعالى: ﴿وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون﴾ وهو دأب بعض أهل هذا الزمان من تكذيب الأحاديث، وقد حدث أن سيدنا عمر بن الخطاب كان فى المسجد وأذن المؤذن حتى بلغ: "أشهد أن محمداً رسول الله" فقبل إبهاميه ومسح بهما عيناه وقال: مرحباً بحبيبى وقرة عينى أبا القاسم. وقد لاحظ أن الرجل الذى بجواره لم يفعل ذلك فسأله سيدنا عمر فقال له الرجل: أرى فى هذا الحديث ضعف. فبكى سيدنا عمر وقال: أما يكفيك أنه قال قال رسول الله . ويسترسل الإمام فخر الدين: إن الحديث الذى لايخالف كتاب الله تعالى ولا باقى السنة ولا صحيح السيرة فهو حديث. أما الحديث الذى يخالف كتاب الله تعالى أو سائر الأحاديث أو صحيح السيرة فهو ليس بالحديث وهذا هو حكم سيدنا على بن أبى طالب عن الحارث الأعور قال: مررت فى المسجد فإذا الناس يخوضون فى الأحاديث فدخلت على على فقلت: ياأمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا فى الحديث؟ قال: أوقد فعلوها؟ قلت: نعم. قال: أما أنى سمعت رسول الله يقول: (ألا إنها ستكون فتنة) فقلت: وما المخرج منها يارسول الله. قال: (كتاب الله فيه نبأ ماقبلكم وخبر مابعدكم وحكم مابينكم). وهذا هو منهجنا فى علم الحديث فعلى سبيل المثال هناك حديث يقول: (لاتجعلوا آخر زادكم ماء) وهذا ليس بحديث لأنه يخالف كتاب الله فى قوله تعالى: ﴿كلوا واشربوا﴾ وردت ست مرات فقد أمر الله تعالى بالأكل أولاً وختم بالشرب وقد رود فى الحديث أيضاً عن المقداد بن معديكرب قال: سمعت رسول الله يقول: (ماملأ آدمى وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) وهنالك أيضاً من الحديث مايخالف تاريخ السيرة النبوية كالأحاديث التى دسوها على البخارى فى الإسراء والمعراج عن السيدة عائشة أنها قالت: أن ليلة الإسراء والمعراج كانت ليلتها مع رسول الله ومن قال أن محمداً رأى ربه فقد أفرى الفرى على الله. وهذا ليس بحديث لأن كل أصحاب السنن والمسانيد قالوا أن ليلة الإسراء والمعراج كانت من بيت السيدة أم هانئ، وهذا أولاً وثانياً أن الإسراء والمعراج كان من مكة وقد أجمع كل أهل السير أن دخول رسول الله بالسيدة عائشة كان بالمدينة بعد سنوات لاتقل عن ست أو أربع فكيف كانت ليلتها مع رسول الله وإننا نرى فى هذه الرويات طعناً فى السيدة عائشة، وعلم الجرح والتعديل الذى يقوم عليه مصطلح الحديث يقبل من أهله، وهم الأئمة العدول الذين يدرون أحوال الرجال فيخرجون أو يعدلون، ولكن جرح الرواة لا يقبل ممن هو مجروح فى ذاته، وهذا العلم الذى يقوم بالشهادة للراوى أو عليه إنما له أصول، وقد أوضح سيدنا عمر بن الخطاب فى الشهادة للناس أصولاً، حينما طلب شاهد على أمانة رجل، فقام رجل وقال: أنا أشهد له بالعدل والأمانة. فسأله سيدنا عمر: هل هو جارك الأدنى الذى تعرف حاله فى ليله ونهاره ومدخله ومخرجه؟ فقال الرجل: لا. فقال سيدنا عمر: هل عاملك بالدرهم والدينار الذين يستدل بهما على الورع؟ فقال الرجل: لا. فقال سيدنا عمر هل هو رافقك فى السفر الذى يستدل به على مكارم الأخلاق؟ فقال الرجل: لا. فقال سيدنا عمر: ليس لك أن تشهد له أو عليه. ولقد أفتى الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة بغير خلاف فى أربع ألف ألف حديث (4 مليون) ولقد انتقى منها مايلزم المسلم، وصنفها حسب الرواة فى مسنده ثمانية وأربعون ألف حديث، ثم أضاف أربع آلاف أخرى فى زوائد المسند، وقد صحح هذه الأحاديث الإمام الحافظ العراقى فقال: إنها كلها أحاديث صحيحية غير أن هنا ثمانية عشر حديثاً لا أعرفهم فلما بلغ ذلك القول الحافظ بن حجر العسقلانى استحى أن يرو على أستاذه، فأرسل إلى تلميذه الحافظ القسطلانى بخطاب يطلب منه أن يسأله عن تلك الأحاديث، فأرسل إليه الحافظ القسطلانى الخطاب مما كان من بن حجر إلى أن ألف كتاباً أسمه "السؤدد فى الزود عن مسند أحمد"، ومن ثم فقد انتقى الإمام أحمد الأحاديث وهو المعروف بدقته فى إختيار الأحاديث وصحح تلك الأحاديث الحافظ العراقى والحافظ بن حجر العسقلانى والحافظ القسطلانى ... ولكن من عجيب العجاب فى هذا الزمان أن يطلع علينا من يضعف ويكذب أحاديث المسند.