أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  برهانيات

الطريقة  ::  نسب الشيخ  ::  سيرة الشيخ  ::  مؤلفاته  ::  شعار الحولية

 

 

 

كتـبه

دروسـه

شراب الوصل

 
  6  

لمحات من دروس الإمام فخر الدين

   

إنك لا تهدى من أحببت

 

  سؤل الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى فى معنى الآية ﴿إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء القصص 56، وهل تتعارض مع الآية ﴿إنك لتهدى إلى صراط مستقيم الشورى 52، فقال الشيخ: أصل الهدى هدى الله ﴿من يهد الله فهو المهتد الإسراء 97 لكن لابد للهدى من أسباب حتى يقوم بها فالهادى والسبب هو النبى .

أما الآية ﴿إنك لا تهدى من أحببتýفلها علتها وأسباب نزولها، فالنبى كان يريد هداية عمه أبو جهل لأنه رئيس القبيلة وسيكون إسلامه سببا فى إسلام كثير من الناس، فدعا لله أن يهديه فأجابه الله ﴿إنك لا تهدى من أحببتýلأن عمك هذا الذى تريد هدايته لا يحبك ولذلك فلن نهديه، فدعا لله أن يهديه ثانيا فنزلت الآيات ﴿والعصر ¤ إن الإنسان لفى خسر العصر1-2 والمعنى بالإنسان هنا أبو جهل فأثبت له الخسر ولذلك لم يدعو له النبى بعد ذلك.

 ولذلك فليس هناك تعارض بين الآيتين، فالهدى هدى الله ولكنه يجرى على يد النبى ، فمن أحب النبى اهتدى، ومن كرهه امتنع عليه هدى الله.

 ويمكن أن نستدل على ذلك أيضا من قوله تعالى ﴿هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا الإنسان1 وقد قال بعض المفسرين أن هذا الإنسان هو أبونا آدم، ولكن الصوفية يقولون أنه ليس أبونا آدم لأن آدم لم يخلق من ﴿نطفة أمشاجٍ الإنسان2 كما ورد فى الآيات ولكن هذا هو النبى ثم يقول تعالى ﴿إنا هديناه السبيل الإنسان3 أعطيناه السبيلين: سبيل الهدى وسبيل الضلال ﴿إما شاكرا وإما كفورا الإنسان3، فمن أحبه سلك سبيل الهدى ومن كرهه سلك سبيل الضلال.