أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  برهانيات

الطريقة  ::  نسب الشيخ  ::  سيرة الشيخ  ::  مؤلفاته  ::  شعار الحولية

 

 

 

 

كتـبه

دروسـه

شراب الوصل

 
كتاب انتصار أولياء الرحمن 6 كتاب تبرئة الذمة

من كتاب تبرئة الذمة فى نصح الأمة

   

الصلاة على النبى

 

  بعض الناس لا يصلون على النبى ، ويدعون باطلا أن الصلاة عليه تلزم مرة فى العمر - لا بارك الله فى عمر لا يصلى فيه على النبى - وقد أمرنا المولى جل وعلا بالصلاة عليه فى كتابه الكريم بقوله تعالي: ﴿إن الله وملائكته يصلون علي النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليم﴾ وقال عليه أفضل الصلاة وأتم السلام فى حديث ما معناه: (ان أبخل البخلاء من اذا ذكرت عنده لم يصل على).

  والآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ توضح أن الخطاب موجه للذين آمنوا، وحقيق انه لا يصلى عليه إلا المؤمنون، ولا ايمان لمن لا يصلى عليه. وقد جعل ساداتنا العلماء ائمة المذاهب - رضوان الله تعالى عليهم - الصلاة علي النبى عقب التشهد فى الصلوات. وتسمى الصلاة التى لا يصلِّى فيها علي النبى بالبتراء، بل انهم قد ذكروا انه لا صلاة لمن لم يصل عليه .

  أما ساداتنا الصوفية رضوان الله تعالي عليهم أجمعين فقد جعلوا الصلاة علي النبى شغلهم الشاغل باعتبار أنها شق أعلى نفل لأعلى الأركان الخمسة التى بنى عليها الدين وهو ركن الشهادتين فهم رحمهم الله تعالي قد أوضحوا أن أعلى الأركان يتبعه أعلى النوافل، إذ أن النفل هو ظل الفرض، وبينوا رضوان الله تعالى عليهم أن نفل {أشهد ألا إله إلا الله} هو الذكر، ونفل {وأشهد أن محمداً رسول الله} هو الصلاة على النبى .

ويرى السادة الصوفية رضوان الله تعالي عليهم أجمعين أن المولى تبارك وتعالي قد فرض الصلاة على النبى وأمر بها لإظهار فضله والتعريف بقدره ومقداره .

  ومن شدة مشروعية الصلاة على النبى وكثرة ترغيبه فيها قوله عليه أفضل الصلاة والسلام: (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى علي عشرا صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى علي مائة صلى عليه بها ألفا، ومن صلى علي ألفا لن تمسه النار). وقال : (من نسى الصلاة علي فقد أخطأ طريق الجنة) والمقصود بالنسيان هنا الترك عمداً. فالذين يتركون الصلاة علي النبى إنما يجلبون لأنفسهم غضب رسول الله وغضب الجبار تبارك وتعالي لأن المولى تبارك وتعالي يغضب لغضبه ويرضى لرضاه، "ففى رضاه رضى البارى وطاعته" قال تبارك وتعالى: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ وقال جل وعلا: ﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم﴾ والداعى هو الرسول . وقد قال تبارك وتعالى: ﴿إذا دعاكم﴾ ولم يقل: {إذا دعوتكم}.