أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  برهانيات

الطريقة  ::  نسب الشيخ  ::  سيرة الشيخ  ::  مؤلفاته  ::  شعار الحولية

 

 

 

كتـبه

دروسـه

شراب الوصل

 
كتاب انتصار أولياء الرحمن 7 كتاب تبرئة الذمة

من كتاب انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان

   

كرامة أهل البيت

 

  من مزايا أهل البيت التى اختصوا بها أنه يطلب أكرامهم وتوقيرهم وايثارهم، والتجاوز عن مساويهم، واعتقاد أن فاسقهم سيهديه الله تعالى. كل ذلك لأجل قرابتهم من رسول الله . ومما يدل على ذلك قوله تعالى: ﴿انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾. وقوله : (يا بنى عبد المطلب انى سألت الله لكم ثلاثا؛ أن يثبت قائمكم، وأن يهدى ضالكم، وأن يعلم جاهلكم). الحديث رواه الحاكم وصححه. وفى خبر حسن: (ألا ان عيبتى وكرشى أهل بيتى والانصار، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم). أى فى غير الحدود وحقوق الآدميين. والمراد بكونهم عيبته وكرشه، أنهم موضع سره ومعدن معارفه، تشبيها بالعيبة التى هى اسم لما يحوز نفيس الامتعة، والكرش الذى هو اسم لمستقر الغذاء الذى به النمو وقيام البنيه. وأخرج الدارقطنى أن الحسن جاء الى أبى بكر وهو على منبر رسول الله ، فقال: انزل عن مجلس أبى. فقال: صدقت انه مجلس أبيك. ثم أخذه وأجلسه فى حجره وبكى. فقال على: أما والله ما كان على رأيى. فقال أبو بكر: صدقت وما اتهمتك. ووقع نحو ذلك للحُسين مع عمر. فانظر يا أخى عظم محبة الصديق وكمال توقيره لآل البيت وعدم تكدره مما قاله الحسن وقد صرح العلماء بأنه ينبغى اكرام سكان بلده ، وان تحقق منهم ابتداع أو نحوه رعاية لحرمة جواره . فما بالك بذريته الذين هم بضعة منه، ولو كان بينهم وبينه وسائط.

وقد روى فى قوله تعالى: ﴿وكان أبوهما صالحا﴾، أن الأب الذى حفظا من أجله كرامة له كان سابعا أو تاسعا.

 وعن عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب قال: أتيت عمر ابن عبد العزيز فى حاجة لى، فقال لى: اذا كانت لك حاجة فأرسل أو اكتب بها، فانى أستحى من الله أن يراك على بابى.

وحكى عن بعضهم قال: كنت أبغض أشراف المدينة بنى حسين لتظاهرهم بالرفض فرأيت النبى فى المنام تجاه القبر الشريف، فقال: (يافلان) باسمى (مالى أراك تبغض أولادى؟) فقلت حاشا الله ما أكرمهم، وانما كرهت ما رأيت من تعصيهم على أهل السنة. فقال - فى مسألة فقهية: (أليس الولد العاق يلحق بالنسب؟) فقلت: بلى يارسول الله. فقال: (هذا ولد عاق) فلما انتبهت صرت لا ألاقى من بنى حسين أحد الا بالغت فى اكرامه. فينبغى أن الفاسق من أهل البيت، وان كان يبغض من حيث فعله، يحب ويحترم من حيث قرابته منه ، وجاء فى بعض الطرق تحريمهم على النار.

 وأعلم أن مقتضى الاحتياط أن تحب وتحترم المنسوب اليه من حيث قرابته منه، وان طعن فى نسبة كما قاله الشعرانى وغيره، لاحتمال بطلان الطعن وصحة النسب فى الواقع، بل محبته واحترامه من حيث قرابته أبلغ فى رعاية جانبه عليه الصلاة والسلام، من محبة واحترام من لا طعن فى نسبة فافهم.