|
معنى النقاب وحكمه
النقاب (لغةً): من الإنتقاب؛ يقال: إنتقبت المرأة وتَنقَّبت.. إذا غطت وجهها إلى
عينيها، والنُّقبة: إزار للمرأة كالنِّطاق إلا أن لها حُجزَة؛ فيقال: ما عليها إلا
النُّقبة.
و(شرعا): هو تغطية الوجه إلى العينين فى الصلاة أو خارجها؛ خلافا للِّثام: فهو ما
يغطى الشفة السفلى وما تحتها من الوجه. وحكم التنقب عند المالكية مذهبنا: هو
الكراهة مطلقاً - سواء تنقبت المرأة للصلاة أو خارجها - لأنه غلو فى الدين، ما لم
يكن ذلك عادة قومها وزِيَّهم أو خشيت الفتنة؛ فلا يكره عند ذلك.
النقاب بمعناه الشائع وصفته
أما النقاب (بالمعنى الشائع) له والمعروف به الآن بين الناس فهو: اللباس الذى
ترتديه المرأة ويغطى جميع بدنها ورأسها ووجهها ولا يظهر منه إلا العينين.
شروطه وصفته السائدة: هى أن يكون أسود اللون،كثيفا، فضفاضا، منسدلا إلى أسفل
الكعبين ساترا لجميع الجسم والوجه والكفين ولا يبدو منه إلا العينين، كما يلبس معه
قفاز أسود فى اليدين وشرابا كثيفا أسود اللون أيضا فى القدمين.
أما السؤال الذى يبدو ملحا الآن فهو:
هل فرض الله عز وجل كل هذا العنت على المرأة وأوجب عليها ارتداءه لستر العورة ؟!
وقبل الإجابة على هذا السؤال: وجب أن نعلم ما هو حد عورة المرأة بالنسبة للرؤية
والتى يجب عليها سترها أمام الآخرين كما حددتها المذاهب الفقية الأربعة:
عورة المرأة بالنسبة للرؤية
يختلف "حد عورة المرأة" التى ينبغى لها شرعا أن تسترها عند الرؤية؛ باختلاف النوع
والقرابة لمن كان بمجلسها أو للرائى لها:
o
فعورة المرأة للرؤية أمام الرجل المسلم الأجنبى عنها هى: جميع جسدها عدا الوجه
والكفين.
o
وبالنسبة لرؤيتها من رجل من محارمها: ممن يحرم عليهم نكاحها لقرابة أو نسب أو رضاع
أو صهر؛ فجميع جسدها عدا الوجه والأطراف؛ فلا يجب عليها ستر وجهها ولا شعرها
وذراعيها وقدميها أمام أحد منهم - إلا وغدا – فلا تبدى حينئذ غير الوجه والكفين
(المالكية).
الصفة الشرعية لثوب المـرأة
أما الشروط الواجب توافرها فى اللباس الذى ترتديه المـرأة ليكون محققا لستر العورة
بالصفة التى حددها الشارع فهى: أن يكون ثوبا ساترا من قماش كثيف فلا يشف ولا يصف،
ويستر ظهور قدميها ولا يصف بدنها، وتضع على رأسها خمارا (وهو ما يستر الشعر
والصدغين) لتستر به شعرها وعنقها ويكون من قماش لا يشف أيضا أو مما تبدو منه العورة
دون تأمل.
ويشترط المشرِّع فى هذا الثوب ما يلى:
o
لا ينبغى للثوب الساتر العورة للمرأة أن يكون رقيقا واصفا أو ضيقا:
فتظهر منه مناطق أعالى الجسد ويصف جرمها كالثديين والردفين، وإذا التصق بها لم يظهر
منه إلا اللحم وغاب عن العينين وقتها.. فإنه يحرم، كذلك يجب ألا يصف العورة الغير
بارزة: فلا يُظهر جرمها (شكلها) أو يحدده - ما لم يلتصق وما لم يكن ذلك التحديد
بفعل ريح أو بلل ماء- وإلا حُرِّم.
o
ولا ينبغى أيضا للثوب أن يكون شفافا:
فتبدو فيه العورة دون تأمل فيظهر منه الجرم ولو لم يبرز، ولو لم يلتصق، أى إذا قوبل
منه الجسد تحقق النظر...، وهو عندئذ محرم.
ومن كل ما سبق نجد أن
ذلك الثوب المسمى بالنقاب لم يوجبه المولى على النساء ولا أصل بالشرع بثبوته حتى
يكون ملزما على المسلمات ارتداؤه، كما أنه ليس بالأوْلىَ ولا الأفضل بل حكمه هو
الكراهة مطلقا كما ذكرنا – إلا إذا كان هو الزى المعتاد لهولاء القوم أو لتلك
القبيلة.
انتشار هذا النقاب فى زماننا هذا
يرجع السر فى
انتشار هذا النقاب فى زماننا هذا إلى انتشار بعض الدعاوى بين شباب الأمة الإسلامية،
والتى تحمل فى مناهجها الكثير من التطرف والمغالاة واستنباط الأحكام الشرعية
الخاطئة التى لا أصل لها من الكتاب أو السنة النبوية الغراء، فجعلوا الغلو فى الدين
ورعا، والإبتداع أصلا، والهوى شرعاً... كأن لم يسمعوا حديث الرسول
 :
(...وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار)، وأغلب هذه الجماعات تعتنق فى مناهجها
عقائد التكفير لأهل المجتمعات الإسلامية؛ فيرمون كل من لا يطيع أهواءهم الفاسدة
بالردة والخروج عن الجماعة لذلك فقد أمروا نساءهم باتخاذ ساتر العورة للمرأة
مكروه على المذاهب الأربعة، فاتخذوا له هذا
اللباس والنقاب، وتكبروا وادعوا التشبه بنساء النبى
وتناسوا أن أمهات المؤمنين لهن أحكام خاصة كما قال تعالى: ﴿يا نساء النبى لستن كأحد
من النساء...﴾ ، وازدادوا تكبرا بادعاء أن ما عليه الفقهاء الأربعة وهو إجماع الأمة
أربعة عشر قرنا ليس بملزم لهم!! فلا حول ولا قوة إلا بالله. |
