أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  برهانيات

الطريقة  ::  نسب الشيخ  ::  سيرة الشيخ  ::  مؤلفاته  ::  شعار الحولية

 

 

 

 

كتـبه

دروسـه

شراب الوصل

 
كتاب انتصار أولياء الرحمن 3 كتاب تبرئة الذمة

من كتاب انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان

   

من باب التوسل والوسيلة

 

  التوسل بالنبى (2):

 ومما جاء عنه من التوسل قول النبى اغفر لأمى فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء من قبلى وهذا اللفظ جزء من حديث طويل رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط وابن حبان والحاكم. وصححه عن أنس بن مالك قال - لما ماتت فاطمة بنت أسد رضى الله عنها وكانت ربت النبى وهى أم على بن أبى طالب دخل عليها رسول الله فجلس عند رأسها وقال رحمك الله يا أمى بعد أمى وذكر ثناءه عليها وتكفينها ببردة وأمره بحفر قبرها قال فلما بلغوا اللحد حفره بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل فاضجع فيه ثم قال (الله تعالى هو الذى يحى ويميت وهو حى لا يموت أغفر لأمى فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلى فإنك أرحم الراحمين). وروى ابن أبى شيبة عن جابر مثل ذلك وكذا روى مثله ابن عبد البر، عن ابن عباس رضى الله عنهما، رواه أبو نعيم فى الحلية عن أنس ، ذكر ذلك كله الحافظ السيوطى فى الجامع الكبير. ومن الأحاديث الصحيحة التى جاء التصريح فيها بالتوسل مارواه الترمذى والنسائى والبيهقى والطبرانى، بإسناد صحيح عن عثمان بن حنيف، وهو صحابى مشهور (أن رجلا ضريرا أتى النبى فقال: ادع الله أن يعافينى. فقال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير، قال: فادعه فأمره أن يتوضأ فليحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء (اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى فى حاجتى لتقضى اللهم شفعه فى) فعاد وقد أبصر، وفى رواية قال ابن حنيف (فوالله ماتفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأن لم يكن به ضر قط) وأخرج هذا الحديث أيضا البخارى فى تاريخه، وابن ماجه والحاكم فى المستدرك بإسناد صحيح، وذكره الجلال السيوطى فى الجامع الكبير والصغير، ففى هذا الحديث التوسل والنداء، وابن عبد الوهاب ينكر كلا منهما ويحكم بكفر من فعل ذلك، وليس لابن عبد الوهاب أن يقول أن هذا إنما كان فى حياة النبى لأن هذا الدعاء استعملته أيضا الصحابة والتابعون بعد وفاته لقضاء حوائجهم، فقد روى الطبرانى والبيهقى (أن رجلا كان يختلف إلى عثمان فى زمن خلافته فى حاجة، فكان لا يلتفت إليه ولا ينظر فى حاجته، فشكا ذلك لعثمان بن حنيف فقال له ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل، ثم قل اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربك لتقضى حاجتى وتذكر حاجتك، فانطلق الرجل فصنع ذلك ثم أتى باب عثمان ، فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه، وقال اذكر حاجتك فذكر حاجته فقضاها ثم قال له ما كان لك من حاجة فاذكرها، ثم خرج من عنده فلقى ابن حنيف فقال له (جزاك الله خيراً، ما كان ينظر فى حاجتى ولا يلتفت إلىّ حتى كلمته فىّ) فقال له: والله ما كلمته ولكنى شهدت رسول الله وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره ... إلى آخر الحديث المتقدم)، فهذا توسل ونداء بعد وفاته .