بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المقارنة هنا فيها مغالطة لأن الأنبياء من الأولياء، فمقام النبوة هو أعلى مقامات الولاية، ولكن من الأنبياء يوجد الرسل أعلى ثم أولى العزم أعلى ثم مقام المصطفى
، ولكن هؤلاء جميعا أولياء لله، فالولاية هى موالة الله سبحانه وتعالى من دون الشيطان.
وقد أجمع العلماء على تفسير الأولياء فى قوله تعالى: ﴿ألا إن أولياء الله
لا خوف عليهم﴾ [يونس 62] بأنهم هم (الذين يذكر الله برؤيتهم)
وإليك تفسير القرطبى كمثال على باقى التفاسير:
قوله تعالى: ﴿ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم﴾ أي في الآخرة. ﴿ولا هم
يحزنون﴾ لفقد الدنيا. وقيل: ﴿لا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾ أي من تولاه الله تعالى وتولى حفظه وحياطته ورضي عنه فلا يخاف يوم القيامة ولا يحزن؛ قال الله تعالى: ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها﴾ أي عن جهنم ﴿مبعدون﴾ إلى قوله ﴿لا يحزنهم الفزع الأكبر﴾
[الأنبياء:101 - 103]. وروى سعيد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: من أولياء الله؟ فقال: (الذين يذكر الله برؤيتهم). وقال عمر بن الخطاب، في هذه الآية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من عباد
الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى). قيل: يا رسول الله، خبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم. قال: (هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطون بها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم
على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس) ثم قرأ ﴿ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أولياء الله قوم صفر الوجوه من السهر، عمش العيون من العبر، خمص البطون من الجوع، يبس الشفاه من
الذوي. وقيل: ﴿لا خوف عليهم﴾ في ذريتهم، لأن الله يتولاهم. ﴿ولا هم يحزنون﴾ على دنياهم لتعويض الله إياهم في أولاهم وأخراهم لأنه وليهم ومولاهم.