الشيئ الأكيد أن الحمد لله على معرفتك لفضل الأوراد، فعن السيدة عائشة
:
أن رسول الله
قال: (سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن يُدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال
أدومها إلى الله وإن قل ...)
البخارى.
وهذه الأوراد بحر ليس له قرار وما جاء فيها كثير وتحتاج إلى خبير يدعو إلى الله على
بصيرة، وحتى هذا العمل وحده لا يكفى للجنة، فهناك الحب والود لأهل البيت.
قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَسأَلُكُمْ عليهِ أَجْراً إلاّ المودَّةَ فى القُرْبَى﴾
عن
زيد بن ارقم قال قال رسول الله
:
(انى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى؛ أحدهما أعظم من الآخر؛ كتاب الله
حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتى أهل بيتى ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض
فانظروا كيف تخلفونى فيهما ...)
الترمذى.
يقول سيدى فخر الدين
:
يَمُوتُ شَهِيدًا مَنْ أَحَبَّ مُحَمَّدًا
وَآلا وَأَصْحَابًا فَيَاسَعْدَ مَيِّتِ
وأخرج
ابن مردويه عن على
أن رسول الله
،
لما نزلت هذه الآية ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ قال: (ذاك من أحب الله ورسوله،
وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا، ألا بذكر الله
يتحابون).
فالطريق إلى الله يحتاج إلى دليل وحادى يقود الركب ويسوق الأرواح ويأخذ بيد الضعيف
ويداوى ذى العلة.
يقول الله تعالى: ﴿الرحمن فاسأل به خبيرا﴾ يا
من تريد الرحمن اسأل خبيرا به مجربا (عالم عامل)، ويجب أن يكون على بصيرة يعلم ما
يقول اقتداءا برسول الله
:
يقول الله تعالى: ﴿قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى﴾.
نحتاج إلى الخبير أيضا حتى يعالج عللنا الروحية مثل الطبيب الذى يعالج الأجساد،
يقول السيد إبراهيم الدسوقى
:
(والله
لو هاجر الناس مهاجرة صحيحة طالبين الله خالصا، ودخلوا تحت أوامره لاستغنوا عن
الأشياخ ولكنهم جاءوا إلى الطريق بعلل وأمراض فاحتاجوا إلى حكيم).
والعجيب أنك لو سألت الناس جميعا لقالوا أنهم لا يحتاجون إلى طبيب وأنهم يعرفون
الصواب وحدهم ... وهذه هى النفوس التى تقومها الأوراد ويقتلها الخبير.
يقول سيدى فخر الدين
:
وَأَقْتُلُ بِاسْمِ اللهِ فِى الصَّبِّ نَفْسَهُ
فَيَحْيَا حَيَاةَ الصَّالِحِينَ بِقَتْلَتِى
وكلما
اقتربت من الله كلما شعرت بضعفك وقلة حيلتك واحتياجك إلى من يساعدك وهكذا كان
الصحابة يلتفون حول المصطفى
يحبونه ويسمعونه ويطيعونه واستقاموا على طريقه فسقاهم من رحيقه المختوم فسادوا
بالفضل على سائر المسلمين.
يقول سيدى فخر الدين
:
قَوَامُ طَرِيقَ الْقَوْمِ حُبُّ وَطَاعَةٌ
وَكُلُّ مَقَامِ قَامَ بِالإِسْتِقَامَةِ
فاللهم اشرح لنا صدورنا ويسر لنا أمورنا وألهمنا الصواب وارزقنا حب المصطفى
وأهل بيته الأكرمين. |