أغلق      
         

 
       
                               

 

 

 

المجـلة

المجلة البرهانية

 

 

 

7

كلمة العدد  ::  حكمة العدد  ::  وقفات  ::  الدين النصيحة  ::  خدعوك فقالوا

تعم المشرقين  ::  صحابة أحمد  ::  ركن المرأة  ::  ركن الشباب  ::  ركن الطفل 

 

الدين النصيحة

 

النصح فى الدين

 

  عن أبى رقيه تميم بن أوس الجارى ض أن النبى ص قال (الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولآئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم وعن جرير بن عبد الله ض قال بايعت رسول الله ص على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. متفق عليه وأخبرنا المولى تبارك وتعالى على لسان سيدنا نوح ﴿وانصح لكم﴾ وعن سيدنا هود ﴿وأنا لكم ناصح أمين﴾. ومن ذلك نفهم أن النصيحة هى الإرشاد إلى الخير بنية خالصة لوجه الله تعالى ولأهمية النصيحة لمن آمن بالله ورسوله فقد أخبرنا أنس عن النبى أنه قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). متفق عليه ومادم الأمر هكذا فوجب على كل مؤمن أن ينصح أخاه بما يرى فيه صلاح حاله ودينه ولا نرى بعد الأنبياء والرسل أكثر من أهل البيت الكرام إهداء للنصيحة مستقين لهذه النصائح من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم فهؤلاء هم سفينة النجاة بنص الحديث وهم أمان هذه الأمة وان نصحوا فوجه الله مأملهم فلقد وصفهم المولى تبارك وتعالى فى كتابه الكريم قائلاً: ﴿يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا · إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً﴾ وقد ورد فى كتاب أسباب النزول للواحدى النيسبورى أنها نزلت فى الإمام على بن أبى طالب وأهل بيته قال عطاء عن بن عباس : وذلك أن على بن أبى طالب نوبه أحر نفسه يسقى نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئا يأكلوه يقال له الخزيرة فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثانى فلما تم إنضاجه أتى يتيماً فسأل فاطعموه ثم عمل الثلث الباقى فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك.

  فهؤلاء العظماء إذا نصحوا تكون نصيحتهم لوجه الله لا يريدون جزاءا ولا شكورا نصيحة خالصة من الغش خالية من الرياء والسمعة فمن عرف عنهم فقد إهتدى ومن تواصل بهم فقد سلم وهنيئا لمن قصدهم واحتمى بهم وبأئمتهم فإنهم الأئمة والهداة المهديين منهم، وإن حبهم لفرض حدثنا به المصطفى (أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة وأحبونى لحب الله وأحبوا أهل بيتى لحبى) وعن أبى موسى الأشعرى ض أن النبى قال (المرء مع من أحب) متفق عليه، وفى رواية قال قيل للنبى الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم قال (المرء مع من أحب) جعلنا الله من جملة محبيهم حتى نحشر معهم فى الآخرة.

وعن بن عمر عن أبى بكر الصديق موقوفا عليه أنه قال: ارقبوا محمدا فى أهل بيته. رواه البخارى ومعنى ارقبوا: راعوه واحترموه واكرموه. فمراعاتنا لحقوقهم مراعاة للرسول الكريم وإحترامنا لهم إحترام له واكرامنا إياهم إكرام له واتباعنا لهم إتباع له وأخذنا النصيحة عنهم فهى منه فنصيحتهم من نصيحة جدهم لا يريدون بها جزاء ولا شكورا إنما لوجه الله عز وجل وصدق سيدى الإمام فخر الدين الحسينى النسب حيث يقول عندما ينصح: نصحت لوجه الله أبغى رضاءه. فلا يبغى من نصيحته إلا وجه الله عز وجل، نفعنا الله به فى الدنيا والآخرة وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.