أغلق      
         

 
       
                               

 

 

 

المجـلة

المجلة البرهانية

 

 

 

7

كلمة العدد  ::  حكمة العدد  ::  وقفات  ::  الدين النصيحة  ::  خدعوك فقالوا

تعم المشرقين  ::  صحابة أحمد  ::  ركن المرأة  ::  ركن الشباب  ::  ركن الطفل 

كلمة العدد

 

الوصية

 

 يقول المولى تبارك وتعالى فى كتابه الكريم ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتيى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب﴾ والوصية شئ غالٍ وثمين وواجب تنفيذه شرعاً، لاسيما إذا كانت تلك الوصية من رب العزة عز وجل ويأمرنا فيها سبحانه بإقامة الدين، وهو دين التوحيد والعمل بالكتاب والسنة، وذلك الذى يجعلنا ننعم بوحدة الصف ونكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وتتجلى الوحدة وعدم الفرقة فى الإعتصام بحبل الله كما أمرنا تبارك وتعالى بقوله ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون﴾ فالهداية فى الإعتصام بحبل الله، وحبل الله يفسر على أنه القرآن، ويفسر أيضاً كما أخبرنا سيدنا جعفر الصادق على أنه أهل البيت الكرام، وعلى أى حال فقد أخبرنا رسولنا الكريم فى الحديث الشريف والمذكور فى أكثر من سند، منهم مسند الإمام أحمد عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله يوما خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (يا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: (وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى) "ثلاث"... زيد بن أرقم قال: قال رسول الله : (إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتى أهل بيتى، ولن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض، فانظروا كيف تخلفونى فيهما) ولتنظر يا أخى كيف قرن رسول الله بين القرآن وأهل البيت وهم عترته، وذلك يدلنا على أنك إذا أردت أن تعرف القرآن فعليك بأهل البيت، فخذ عنهم فإنهم حفظة سنة رسول الله وورثة علمه، فجالسهم وجالس من يجالسهم وصاحبهم وصاحب من يصاحبهم، ألم تسمع إلى قول رسولنا الكريم عن أبى موسى عن النبى قال: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة) وهو القائل أيضا: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) فربما جذب جليس السوء صاحبه إليه فكان معه فى النار بسوئه وفعاله.

  فإذا رأيت من ينكر فضل أهل البيت وينكر أن عترة رسول الله بها الهداية والرشاد ففر منه كما تفر من الأجرب، وتذكر قول المولى تبارك وتعالى ﴿أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله﴾ ثم إليك درة من نظم سيدى فخر الدين حيث قال:

أمسك عليك فلا تصاحب منكراً

 

إن التعاسة فى اصطحاب المنكرين