أغلق      
         

 
       
                               

 

 

 

 

المجـلة

المجلة البرهانية

 

 

 

7

كلمة العدد  ::  حكمة العدد  ::  وقفات  ::  الدين النصيحة  ::  خدعوك فقالوا

تعم المشرقين  ::  صحابة أحمد  ::  ركن المرأة  ::  ركن الشباب  ::  ركن الطفل 

حكمة العدد

 

 

الجاه والمال

 

إن الجاه والمال هما ركنا الدنيا، ومعنى المال ملك الأعيان المنتفع بها، ومعنى الجاه ملك القلوب المطلوب تعظيمها وطاعتها، فذو الجاه هو الذى يملك قلوب الناس أى يقدر على أن يتصرف فيها ليستعمل بواسطتها أربابها فى أغراضه ومآربه، ولا تصير القلوب مسخرة إلا بالمعارف والاعتقادات، فطالب الجاه يطلب أن يسترق الأحرار ويستعبدهم، ويملك رقابهم ويملك قلوبهم، فهو يطلب الطاعة طوعاً ويبغى أن يكون الأحرار له عبيداً بالطبع والطوع مع الفرح بالعبودية والطاعة له، وبقدر إذعان القلوب تكون قدرته على أصحابها، وبقدر قدرته على القلوب يكون فرحه وحبه للجاه، فهذا هو معنى الجاه.

وقد قيل أن سيدنا عمر بن عبد العزيز لما تولى خلافة المسلمين دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظى ورجاء بن حيوة فقال لهم: إنى قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا على؟ فقال له سالم بن عبد الله: إن أردت النجاة من عذاب الله فصم عن الدنيا وليكن فطرك منها الموت. وقال له محمد بن كعب: إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أباً وأوسطهم عندك أخاً وأصغرهم عندك ابناً، فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك. وقال له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة غداً من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت.