بالطبع يصح نقول سيدنا محمد فى أى
وقت لأننا نقرر حقيقة ولا ندعى له فضل ليس له، ألم يقل
:
(أنا
سيد ولد آدم
ولا فخر).
"السيد": حقيقة، هو الله لا غيره، أى هو الذى يحق له السيادة المطلقة، فحقيقة
السؤدد ليست إلا له، إذ الخلق كلهم عبيده ... ولا يناقضه حديث النبى
:
(أنا سيد ولد آدم) لأنه إخبار عما أعطى من الشرف على النوع الإنسانى. واستعمال
"السيد" فى غير الله شائع ذائع فى الكتاب والسنة. قال النووى: والمنهى عنه استعماله
على جهة التعاظم لا التعريف.
ونذكر بعض المواضع التى ورد فيها لفظ السيادة فى القرآن والسنة:
قال الله تعالى: ﴿فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى
مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين﴾. وقال: ﴿واستبقا الباب وقدت
قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب...
﴾.
وقال الرسول
:
(إن ابنى هذا سيد...) الحديث
رواه البخارى.
وقال أيضا
:
(أنا سيد ولد آدم يوم القيامة...) الحديث
رواه مسلم.
وقال أيضا
:
(أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر...) الحديث
رواه الإمام أحمد والترمذى وابن ماجه.
وقال أيضا
:
(سيد الشهداء عند الله يوم القيامة...) الحديث
رواه الحاكم والطبرانى.
وقال أيضا
:
(سيد كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر...) الحديث
رواه الخطيب.
وقال أيضا
:
(سيدات نساء أهل الجنة أربع: ...) الحديث
رواه الحاكم.
وقال أيضا
:
(قوموا إلى سيدكم).
رواه أبو داود.
أما لفظ السيادة
لغير الأشخاص فقد ورد منها فى السنة: (سيد الاستغفار...)، (سيد الأعمال...)، (سيد
الأيام...)، (سيد الشهور...)، (سيد السلعة...).
فيظهر من تلك الآيات والأحاديث أن استعمال لفظ "السيد" جائز فى غير الله، وإنما
يحرم ادعاء السيادة الحقيقية التى ليست إلا لله كما مر.
وقد اختلف بشأن التشهد: أيهما أفضل، الإتيان بلفظ السيادة أم
عدمه فى الصلاة على النبى
صلى الله عليه وآله وسلم. غير أن البعض فى زماننا تعسفوا
وأنكروا على من استعمل لفظ السيادة، ولا يصح إنكارها إلا بضرب القرآن والسنة بعضهما
ببعض، وعدم ردهم ذلك إلى علماء السلف أمثال الإمام المناوى والنووى وغيرهم.
وقد نُهينا فى أحاديث كثيرة عن ذلك التضارب وعن عدم الرجوع إلى أقوال العلماء. فمن
تلك الأحاديث: (مهلا يا قوم. بهذا هلكت الأمم من قبلكم: باختلافهم على أنبيائهم،
وضربهم الكتب بعضها ببعض. إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا. فما
عرفتم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه).
رواه الإمام أحمد عن ابن عمرو كما فى كنز العمال.
وعن أنس أن النبى
قال: (... أبهذا أمرتم، أبهذا عنيتم؟ إنما هلك الذين من قبلكم بأشباه هذا: ضربوا
كتاب الله بعضه ببعض. أمركم الله بأمر فاتبعوه، ونهاكم عن شيئ فانتهوا).
فى
الأفراد والشيرازى فى الألقاب كما فى كنز العمال.
أحمد فى مسنده وأبو داود عن عبد الله بن الشخير والسيوطى. |