سلام الله عليك وأصلح الله لك وبك، وبعد:
فإن حكم الصلاة على النبى وأهله وأصحابه
هو كالآتى:
الصلاة على النبى تكون استقلالا، أما الصلاة على آله وصحابته تكون تبعا لا
استقلالا، فلا يجوز الصلاة عليهم استقلالا دون الصلاة على النبى، بمعنى يمكن أن
نقول: اللهم صلى على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، ولا يمكن أن نقول: اللهم صلى على
أحد الصحابة وحده دون أن نصلى على النبى معه وقبله, وبالتالى فإن من تبع النبى منهم
جازت الصلاة عليه تبعا، أما من لم يتبعه وإن كان من أهل بيته كأبى لهب لم تجز
الصلاة عليه.
والمثل الظاهر فى ذلك هو النصف الثانى من تشهد الصلاة، فأنت تقول اللهم صلى على
سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم.
وهذه الصلاة تعتبر فى غاية الأهمية حتى أن الإمام الشافعى قضى ببطلان الصلاة
بغيرها.
ولذلك فأنت ترى أن أهل البيت قد دخلوا فى الصلاة على النبى، ونبى الله سيدنا
إبراهيم وأهله دخلوا فى الصلاة، وقد قال سيدنا محمد
:
(علماء أمتى كأنبياء بنى إسرائيل)، وأيده حديث (العلماء ورثة الأنبياء) بمعنى أنهم
يمكن أن يدخلوا فى الصلاة أيضا مثل سيدنا إبراهيم، وقد تتفق معى أن أخص علماء الأمة
هم صحابة النبى
.
ونحن لا نسوق أى حديث فى موقعنا هذا بلا نص أو سند ولا اجتهاد مع النص، فالاجتهاد
لا يكون إلا فيما لا نص فيه، فإذا كان هناك نص فلا يصلح الاجتهاد فيه.
ونرشح لك أيضا الإطلاع على الصفحات التالية لتؤكد بعض فضل الصحابة:
http://burhaniya.org/questions/query3.htm
http://burhaniya.org/islam/inform3.htm
http://burhaniya.org/islam/biograph6.htm
كما أنه يجب
الحذر ممن يفتون
برأيهم دون علم، فاستمع معنا إلى هذه الفقرة من حديث الإمام محمد:
أما عن كثرة الفتوى بين الناس بعلم وبغير علم فإننا نعود إلى التاريخ لنأخذ منه
المثال والعبرة فقد
أوَّلَ جمهور العلماء بغير خلاف، حديث رسول الله الذى
رواه أبو هريرة
قال (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحداً أعلم من عالم
المدينة) فعالم المدينة -وهو الإمام مالك- لم يتصدر حلقة العلم والفتوى إلا بعد أن
أخذ العلم عن ثلاثمائة من التابعين، وَضِعْفَهُمْ من تابعى التابعين، وَأُذِنَ من
أكثر من سبعين من علماء عصره للجلوس للدرس والفتوى.
أما إذا رجعنا إلى حصن الحديث عن النبى وهو
شيخ الشيوخ سيدنا يحيى بن معين الذى
حفظ على أمة النبى ألف
ألف وسبعمائة وخمسون ألفاً من الأحاديث الصحيحة (مليون وسبعمائة وخمسين ألف) فإنه
إذا سُئل عن رأيه فى معنى حديث كان يقول (لا أدرى) فلما سُئل لِمَ؟ قال أخاف أن
يُعبد الله على رأى يحيى بن معين.
فانظر إلى هذا الفرق الشاسع بين قول الشيخ الجليل يحيى بن معين
وبين أقوال أصحاب الرأى فى هذه الأيام، فإذا سألت أحدهم أفتى بغير علم فَضَلَّ وأضل،
وهم من قال عنهم المصطفى
:
(إن أخوف ما أخاف على أمتى الأئمة المضلون).
وقد
علمنا مشايخنا أن نلزم أنفسنا بعدم الفتوى بلا سند ظاهر من فتوى علماء الأمة
السابقين والذين كانوا يحترمون من سبقهم وينقلون عنهم،
أما من طلعوا بعد ذلك ممن ضربوا عرض الحائط بمن سبقهم وخيل لهم أنهم يحسنون صنعا،
وفسروا الحديث والقرآن على هواهم وظنوا أنهم قد وجدوا ما لم يجده غيرهم،
فهؤلاء لا تجد لهم صدى لدينا ولا يدخل كلامهم القلوب بل ويفسدون قلوب من يتبعهم ممن
لا يعلم. |