فى البداية نحن نشكر لك حرصك علينا وعلى أمة الإسلام، وجزاك الله عنا كل خير.
ولكن عذرا فنحن نرى رأيك فى مسألة زيارة الصالحين غريبا، فأنت تقول أنك ورغم
اقتناعك بزيارتهم ورغم قناعتك فتريد أن ندع الكلام عن ذلك رغبة فى توحيد الصف.
أخى الفاضل:
لقد
عم البلاء من كثرة من يتكلمون ويفتون بالباطل، وهم لا يتوقفون أبدا عن الاستهزاء
بالحق، ألا تريد للناس أن يجدوا من يدلهم على الحق ويحسن إليهم فيكون مثل ظل فى
صحراء،
ومع ذلك فنحن ندعوا بالحكمة والموعظة الحسنة ولا نقول إلا كلام الصالحين وأئمة
الأمة،
بل
إننا لا نتحدث أبدا برأينا دون أن يدعمه رأى السلف الصالح وأقوال أهل المذاهب
الأربعة، وتفسيرهم لآراء الصحابة والتابعين ولا تجد لدينا كلام بلا مصدر صحيح، وليس
كبعضهم ممن يفسر الحديث والقرآن على هواه بغير علم.
بمعنى
أن السلف السابقين كما أشرنا كانوا يحفظون ملايين الأحاديث قبل أن يقعدوا
للفتوى، وبذلك تكون لديهم القدرة على الاستنباط والاستقراء ومعرفة المعنى والحكم
والناسخ والمنسوخ، وتأييد الحديث بالواقعة وأسباب النزول، كل هذا يتوفر لديهم قبل
الفتوى،
وبالتالى فرأيهم واجب الاتباع على من لم يصل إلى اجتهادهم.
أما من نقضوا إجماع الأمة وفرقوا شملها،
فتجدهم أما مغرضين أصحاب مصلحة أو بلا علم، وهم من قال عنهم المصطفى
:
(إن أخوف ما أخاف على أمتى الأئمة المضلون)، والقاسم الاعظم بينهم أنهم لا يحترمون
علم سابقيهم ولا فتواهم، بل تجدهم يفتون بعكس ما أفتى السابقون ودليلهم على ذلك أن
باب الاجتهاد مفتوح، ونسوا أو تناسوا أنه لولا هؤلاء السابقين ما وصل إلينا علم
المصطفى
،
وأن السابقين مع شدة علمهم كانوا يستحون أن يسجلوا فتواهم تواضعا مع المصطفى وحتى
يظل علمه دون تغيير،
ولكن بعد أن ظهر من يفسر على هواه اضطروا إلى كتابة علمهم، وعلى سبيل المثال: فقد
كان أقدم الكتب فى ذلك هو كتاب الموطأ الذى جمعه الإمام مالك واشتهر بأنه أصح كتاب
بعد القرآن والسنة،
قال فيه
الإمام الشافعي
:
ما على ظهر الأرض كتابُ أصحُّ بعد كتاب الله من كتاب مالك.
وراجعه ثلاثة أجيال من تلاميذه الأجلاء منهم ابن حجر والقسطلانى علماء الحديث
المعروفين وقد
حققوه وأجمعوا عليه، ثم يطلع علينا من علماء آخر الزمان من يضعف أحاديثه.
فلا
تحرمنا يا أخى من أن نفتح بابا للناس كى يفقهوا ما حاول هؤلاء المفرقين أن يشوهوه،
ونحن لا نسب أحد أو نكفر أحد، ولا ندعى أن من لا يتبع طريقنا لن يدخل الجنة، وإنما
نلفت أنظار المسلمين إلى ما ينفعهم، من ذكر الله والصلاة على رسوله
،
ومودة أهل بيته واحترام شعائره، ولا نسعى لأن نلزم أحد بشيئ وإلا دخل النار، ولكن
ننشر المحبة التى عماد الدين، والتى هى أقوى من وحدة الصف، (لا يؤمن أحدكم حتى يحب
لأخيه ما يحب لنفسه)، ولا نسوق كلاما إلا بدليل علمى ونقلى، حتى لا ندع مجال
للمتشككين، ولذلك وحيث أننا لا نعرف أى المقالين قرأت فإننا نفضل إن كنت قرأت
أحدهما أن تقرأ الآخر:
http://burhaniya.org/magazine/tricks.htm
http://burhaniya.org/exhibit/exhibit2.htm
وأما عن وحدة الصف فنحن ندعو إلى ذلك أكثر من جميع الآخرين، فشيخنا يقول:
وغاية القصد حسن القصد لا عوج
ووحدة الصف عندى عمدة الدين
ونحن
لا نرد على من يهاجمنا من الناس أو المواقع الأخرى ولا حتى نشير إليه كما يذكرنا
ويحددنا، ولكن الإحجام عن نشر العلم الذى يفيد لأن هناك من ينشر الجهل ولن يعجبه
هذا العلم، فهذا أمر لا يحق لنا أن نفعله، فنحن سنسأل عنه إن حجبناه، وأولى بهذا
الذى ينشر البغضاء والعداوة؛ أولى به أن يحترم الرأى الآخر كما نحترمه نحن ولا نشهر
به.
واقرأ الأسئلة الخاصة بزيارة الصالحين وزيارة القبور السؤال رقم (5) ورقم (6) من
نفس الصفحة، واقرأ أيضا سلسلة العطايا.
لقد عرضنا عليك ما نعرف أنه صواب لنا ولك وللمسلمين، وعذرا ولكننا نظن أنك من فريق
العلم، وكما قال المصطفى
:
(الناس رجلان عالم أو متعلم وهما فى الأجر سواء ولا خير فيما بينهما من الناس).
رواه ابن
مسعود من كتاب كنز العمال للمتقى الهندى. |