أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  المعرض    

 

 

معرض 3

من بين ثناياه  ::  إشارات الحبيب  ::  هذا المقام  ::  خوف المعرفة  ::  من هذه وهذه 

بين أعين الملائكة  ::  فض التعاقد  ::  محض الفضل  ::  أهل العناية  ::  لكل قوم قدوة

 

لكل قوم قدوة

 

 

  اعلم أيدنا الله وإياك، ولا أخلانا عنه ولا أخلاك أن الاقتداء الصورى به أمر كلى، واقتفاء آثاره فى سائر الأفعال على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: هم المقتدون به فى أقواله وهم العلماء ورثة الأقوال كالقراء والمحدثين والمفسرين وأصحاب الفقه وأصول الدين وجميع صنوف علماء الإسلام، فكلهم حفاظ لأقوال النبى .

النوع الثانى: هم المقتدون به فى أفعاله القلبية ، كالزهد والإخلاص والمراقبة والتوكل والتفويض والتسليم وأمثال ذلك.

النوع الثالث هم المقتدون به فى أفعاله الظاهرة كالصلاة والصيام والأدعية وصنوف أعمال البر جميعا.

وكل هذه الأنواع الثلاثة اتباع له، وأفعالهم وأحوالهم وأقوالهم مسعدة بحكم تبعيته فلم يشق منهم أحد لأنهم أتباع سيدنا محمد . وهذه التبعية الصورية هى التى يحشر الجسم على صورتها يوم القيامة. فمن كانت أعماله وأقواله الصورية حسنة، كانت صورة جسمه فى الأخرة من أحسن الصور وأجملها، وكذلك التبعية المعنوية هى التى تكون الروح على صورتها يوم القيامة. فمن كانت تبعيته المعنوية حسنة، كانت روحه فى الآخرة أكمل الأرواح وأجملها، فالتفاوت فى الجميع والزيادة والنقصان على قدر الزيادة والنقصان فى كمال التبعية، أو نقصها، فافهم. فالفقهاء ورثة أقواله والعباد ورثة أحواله الظاهرة والمريدون ورثة أفعاله القلبية الباطنة والعارفون ورثة أخلاقه الروحانية وأوصافه الرحمانية ، والكمل المحققون ورثة شؤونه الإلهية وأسراره الصمدانية ، قد جمعوا بين وراثة الأقوال والأفعال فى إحراز رتبة الكمال.

من كتاب تبرئة الذمة للإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى.