أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  المعرض    

 

 

معرض 6

شأن الأحبة  ::  ماذا أعددت  ::  ما لله لله  ::  محب الله  ::  محمود الطليعة

إكرام وإهانة  ::  موطن الأشياء  ::  الدين للديان  ::  المعرفة  ::  ماأحلى شمائله

 

ما لله لله

 

 

  على العامل أن يعرف الفرائض من النوافل والفضائل من النواقص والسنن من البدع حتى لا يقع بما فيها هلاكه وهو لا يدرى ... وقد تلتبس العبادة بالعادة كان يجلس العبد أمام مريديه يعلمهم فإذا استمر الوقت نوى بذلك عادة من العادات فإذا كثروا رأى فى نفسه شيئا بأنه امتاز أو ارتفع شأنه، وهنا انتقل العامل من الفضائل إلى العادات ثم إلى النواقص.

  وورد بأن سفيان الثورى لقى سيدنا جعفر الصادق، وعلى جعفر جبة خز فقال: ماهذا يا ابن رسول الله؟ فأخذ بيده فأدخلهما فى جبته فإذا تحتها عباءة من شعر فقال: هذا لله وهذا للناس ... لقد أظهر سيدى جعفر الصادق عمله الخفى لأجل نفى التهمة عن قلب أخيه المؤمن.

  ويقال: مرض الجنيد وسفيان الثورى فعادهما جماعة من الفقراء فأما الثورى فلم يشكُ علته ولم يظهرها وأما الجنيد فقد أظهر علته فسئل عن سبب إظهارها فقال: أردنا أن نكشف آثار قدرة الله فينا.

  وسئل الدارانى عن الرجل يعمل بالطاعة ثم يخبر بها الناس فقال: إذا كان إماما يقتدى به فنعم ذلك الإظهار ... ويعمل الجاهل عملا ويلتمس به الفضل ولكنه بحقيقة الأمر يكون اغترارا وهو نقص ومثل ذلك ما روى أن رجلين على عهد رسول الله تآخيا فى العبادة واعتزلا الناس فقال: أحدهما لصاحبه: هلم اليوم فلننفرد عن الناس ونلزم الصمت ولا نكلم من كلمنا، فمر بهما رسول الله فسلم عليهما فلم يردا عليه السلام وحين ابتعد عنهما سمعاه يقول: (هلك المتعمقون هلك المتنطعون) فاعتذرا إلى رسول الله وتابا إلى الله من ذلك.