أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  المعرض    

 

 

معرض 6

شأن الأحبة  ::  ماذا أعددت  ::  ما لله لله  ::  محب الله  ::  محمود الطليعة

إكرام وإهانة  ::  موطن الأشياء  ::  الدين للديان  ::  المعرفة  ::  ماأحلى شمائله

 

المعرفة

 

 

  روى عن موسى عليه السلام قال يارب أى العباد أكثر حسنة وارفع درجة عندك؟ قال: أعلمهم بى. وقال : (أشدكم لله خشية أعلمكم بالله). وقال: (أنا أعرفكم بالله وأخوفكم منه). ويقول سيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى : "إن الخوف من الله تعذر لمعرفة الله", مصداقاً لقول الإمام الجليل سيدنا على كرم الله وجهه: "أعلم الناس بالله أشدهم تعظيماً لحرمة لا إله إلا الله".

  روى عن نبى الله : (من عرف الله قام بحقه) أى من عرف الله بالهداية سلم نفسه لله ومن عرف الله بالربوبية قام له بشروط العبودية ومن عرف الله بالجزاء أوقع نفسه فى العناء ومن عرف الله بالكفاية اكتفى به عن كل من سواه.

  وروى أن الله تعالى أوحى إلى سيدنا داود عليه السلام. "أن من أرادنى طلبنى ومن طلبنى وجدنى ومن وجدنى لم يتخذ على حبيباً سواى". واعلم هديت الجنتين. أن معرفة النفس أحد أصول العبودية وقلّ من يعرفها وعز وجود من يتمنى عرفانها بدون شيخ عارف بالله وخبير. ﴿الرحمن فاسأل به خبيرا﴾ لأن النفس أمارة بالسوء من غفل عن معرفتها فهو على خطر عظيم ولا يسلم من شرها فإن من لايعرفها كيف يقوم بمخالفتها. قال أحمد بن حرب: "إنى لأشتهى أن أموت ولو ساعة حتى أعرف نفسى وأخالفها". وكان سيدنا عمر بن الخطاب كثيراً مايقول: "اللهم إنى أعوذ بك من شر نفسى".

وقيل لمالك بن دينار حين ماتت زوجته: "لو تزوجت ياأبا يحيى" فقال: "لو استطعت لطلقت نفسى ولو أن منادياً بباب المسجد ينادى ليخرج أِشركم رجلاً، فو الله ماسبقنى أحد إلى الباب، إلا رجل له فضل قوة فى السعى!". وقال بكر: "ماأشرف هذه المواضع وأرجاها لولا أنا منهم، اللهم لاتحبس المغفرة بشؤمى ولاتردهم لأجلى".

وقال أبو يزيد: "كيف الوصول إليك" قال: "دع نفسك وتعال تلقى حكيماً حكيماً". وقال: "ياأخى إنى لأحبك فى الله" فقال: "والله لو علمت مما أعلم من نفسى لبغضتنى لحالى".

وقال ابن القاسم: "وقع عندنا زلزلة وريح حمراء فذهبت إلى محمد بن مقاتل فقلت ياأبا عبد الله  أدع الله لنا فأنت إمامنا" فقال: "ليتنى لا أكون سبب هلاككم". وكان الفضل واقفاً بعرفات فنظر إلى جميع الناس وقال: "ياله من موقف ما أشرفه لولا أنا منهم"، ثم بكى ورفع رأسه وأخذ لحيته وقبض عليها وقال: "ياسوءتاه علىّ ما كان من نفسى، فإنها مغرورة، وبالثناء مسرورة، وإن من عامة بلاء النفس أن لو مات نصفها لم يصلح النصف الأخر".