أغلق      
         

 
       
                               

 

 

 

المجـلة

المجلة البرهانية

 

 

 

2

كلمة العدد  ::  حكمة العدد  ::  وقفات  ::  الدين النصيحة  ::  خدعوك فقالوا

تعم المشرقين  ::  صحابة أحمد  ::  ركن المرأة  ::  ركن الشباب  ::  ركن الطفل 

 

ركن المرأة

 

المرأة والعولمة

 

 أمى نبع الحنان الذى لا ينضب ... حملتنى فى أحشائها وتربيت فى حجرها وشفيت بسر دعائها ... لو أنفقت عمرى ما وفيت حقها ... تشقى لتعبى وتفرح لسعادتى ... ولولا هذه العاطفة الجياشة التى حباها الله إياها ما استطاعت البذل والعطاء والتضحية والفداء ... والقصص القرآنى يروى لنا تاريخ المؤمنات المحتسبات ... منهم ...

 السيدة آسيا ورعايتها وعنايتها بسيدنا موسى ودفاعها عنه فهى التى كان لها الفضل فى حفظه من عدو الله وعدوه حتى شب عن الطوق وبدأ رسالته ...

 والسيدة مريم القانتة الراكعة الساجدة من كانت أهلا لحمل كلمة الله سيدنا عيسى ونودى باسمها عيسى بن مريم ...

ورضى الله عن الإمام فخر الدين حيث قال فى هذا الموطن:

نبى الله عيسى من بتول

 

وسيدة النساء المؤمنات

 والسيدة خديجة أم الزهراء وجدة كل الشرفاء ... والبتول أم أبيها وقرة عينه ... فالسنة المطهرة كم تحوى من قصص لعظيمات مجاهدات فهن للنساء سيدات وللرجال أمهات .. وعندما تساءلت السيدة أم سلمة: (يُذكر الرجال فى القرآن ولا نُذكر) ... نزل قوله تعالى {إن المؤمنين والمؤمنات}، وانظر إلى الحبيب المصطفى عندما أراد الخروج للسفر ورافقته السيدة عائشة وكانت لا تزال صغيرة وعرضت عليه أن يتسابقا فسبقته ... ومرة أخرى سبقها الحبيب فقال لها هذه بتلك فهكذا كان يتعامل النبى مع زوجاته ... ليعلم الأمة كيف تكون المعاملة.

 والآن نجد الدول المتقدمة تهتم بالمرأة من حيث تعليمها ودورها فى المجتمع لأنها تعى تأثيرها على ذلك مما أسهم فى التنمية بمختلف المجالات السياسية والصحية والاقتصادية والاجتماعية وأصبحت لا تقل أهمية عن الرجل وتتولى كثيراً من المناصب العليا فى الدولة.

 ومن المحزن والمؤسف حقاً أن بعض الدول الإسلامية تتوارث أفكاراً ناتجة عن العادات والتقاليد لتلك الدول جميعها تحمل فى مضمونها تهميش دورها واستضعافها وأنها لا تصلح إلا لأعمال المنزل، ونقول لهؤلاء إن هذا الإحساس وإن بدا بسيطا لكنه كبير فى مستقبل الأجيال القادمة وعاقبته وخيمة، ونجد كثيراً من الدول العربية الغنية لم تستطع أن تقدم فوائد فى هذا المجال وفى شتى المجالات للدول العربية الفقيرة وهذا ناتج طبيعى من ذلك وكيف يمكن أن تحدث تنمية متكاملة ونصف المجتع مشلول إما بالفقر أو الجهل؟

 وأحياناٌ يكون الرجل من الذين منَّ الله عليهم بقدر عال من التعليم ولكنه يعامل المرأه مثل معاملة شقيقه الآخر الذى لم يتعلم ... ولا يهتم إلا بالأمور الثانوية ... وعند اختياره لها زوجة يقتل الطموح بداخلها، وينسى دورها الأساسى فى تربية الأجيال خاصة وأن العصر عصر العولمة والتكنولوجيا المتطورة خاصة وأنها فرضت نفسها علينا فى شتى المجالات ... اقتصادية ... ثقافية ... اجتماعية وأصبح العالم يتعامل بشراسة وهيمنة ولا مجال فيه للضعيف ... هكذا أصبح العالم الذى نعيش فيه فإلى متى سوف نظل نحمل هذه الأفكار؟

 فالذى نحتاجه فى المرحلة القادمة مزيد من العلم والمعرفة حتى نستطيع مواكبة العالم وإلا أصبحنا فريسة سهلة يمكن القضاء عليها لأننا أمام خيارين إما أن نكون أمة متعلمة متحضرة تستطيع مسايرة التحضر ... أو أمة متخلفة ضعيفة سهلة الافتراس.

 ولمعالجة هذه الأفكار المتوارثة وغير الواقعية وحتى لا تتأثر المرأة بتيارات العولمة الثقافية الوافدة إلينا من الغرب والتى تهدف فى مضمونها إلى محاربة الثقافة الإسلامية ونشر ثقافة الغرب التى تحرر المرأة بأسلوب خطأ يتعارض مع تعاليم الإسلام ... لابد لنا من الرجوع إلى الأصول الإسلامية التى توضح كيف يمكن تربية المرأة تربية تعتمد على الأصول الدينية القويمة، وعلى الآباء استخدام طريقة بسيطة وسهلة فى التربية لتوصيل مفهوم الدين ومعرفة نقاط ضعف أبنائهم والتعامل معها بحكمة كما كان يفعل الحبيب المصطفى مع أصحابه ... فكان يأتى إليه الرجل ويقول له عظنى يا رسول الله فيقول الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه (لا تغضب) وآخر يسأل نفس السؤال فيقول له الحبيب (عليك بأمك) لأنه يعلم أن الأول له أفعال حميدة ولكنه سريع الغضب والآخر كذلك لكن أمه تحتاج إليه وبشدة ... فهكذا كان يفعل الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه فى تعليم أصحابه ... وأوصى الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه الأمة جمعاء فى الحديث المشهور عندما سئل ... من أحق بحسن الصحبة فيجيبه الحبيب ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ) صلى الله عليك وسلم يا سيدى يا حبيب الله ... ورضى تبارك وتعالى عن حفيدك الإمام فخر الدين حيث قال:

لولا رجـال مؤمنون توسـلوا
أضحى
 الرجال  بعزمهن  كساقة
فيهن من سرى ومن عزمى كذا
لولا
هـم وكذاك لولاهـن ما

 

وكذا النساء المؤمنات اللائى
وببعض أيديهن
كـان لوائى
من
همــتى وحبوتهن ثنائى
جـاد البـيان بهذه العصماء