|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
المجـلة |
المجلة البرهانية |
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كلمة العدد :: حكمة العدد :: وقفات :: الدين النصيحة :: خدعوك فقالوا تعم المشرقين :: صحابة أحمد :: ركن المرأة :: ركن الشباب :: ركن الطفل
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ركن المرأة |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السيدة سودة بنت زمعة
السيدة سودة كانت أولى زوجات النبيِّ محمد بعد السيدة خديجة ، وقد آثرت الآخرة على الدنيا في تنازلها عن يومها وليلتها مع رسول الله للسيدة عائشة وآثرت أن تنال ذلك في الحياة الآخرة بدلا من الحياة الدنيا حرصاً على صحبتها لرسول الله وبقائها زوجة له وإن لم يكن لها نصيب مثل بقية الزوجات من ليالي رسول الله . جاءت خولة بنت حكيم بن الأوقص السلمية امرأة عثمان بن مظعون إلي رسول الله بعد وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة فقالت: يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة، فقال: أجل كانت أم العيال وربَّة البيت. قالت: أفلا أخطب عليك؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيِّبا. قال: فمن البكر؟ قالت: أحق الناس بك، بنت أبي بكر . قال: فمن الثيب؟ قالت: سودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول. قال: فاذهبي فاذكريهما علي. قالت: فدخلت على سودة، فقلت: ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قلت: أرسلني رسول الله أخطبك عليه. قالت: وددت، ادخلي على أبي فاذكري له ذلك، وكان شيخا كبيرا، فدخلت عليه فحييته، فقال: من هذه: قلت: خولة بنت حكيم. قال: ما شأنك؟ قلت: أرسلني محمد بن عبد الله اخطب عليه سودة ... قال كفء كريم، فما تقول صاحبتك؟ قلت: إنها تحبُّ ذلك. فتزوَّج رسول الله سودة بمكة في رمضان وعائشة بالمدينة في شوال. وكانت قبله تحت السكران بن عمرو وخرجت معه مهاجرة الي الحبشة. وذكروا أنها رأت في المنام كأن قمراً انقضّ وهي مضّجعة، فأخبرت زوجها فقال لها وكان يعبر الرؤيا: وأبيك لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوّجين من بعدي، وكانت تُضحك رسول الله فقالت له ذات يوم:صليت خلفك البارحة يا رسول الله فركعت بي حتى أمسكت أنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك رسول الله وقيل إن عمر بن الخطاب بعث إلى أم المؤمنين سودة في خلافته بكيس مملوء بالدراهم فلم يبت عندها حتى فرّقته وكانت معروفة بالجود، وكانت عائشة تقول: ما من امرأة أحب اليّ أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة. وروي أن رسول الله بعث إليها بطلاقها، فجلست على طريقه إلي بيت عائشة ، فلما رأته قالت له: أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك لم طلقتني، ألموجدة وجدتها في؟ قال :لا. قالت: أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني وقد كبرت، ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة، فراجعها النبي ، قالت: فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة حبة رسول الله . وقد حج بنسائه واستأذنت سودة رسول الله في ليلة المزدلفة أن تخرج قبل الناس لأنها كانت ثقيلة الحركة فأذن لها رسول الله فقالت عائشة : وددت أني كنت استأذنت رسول الله كما استأذنته سودة فأصلي الصبح بمنى قبل أن يجيء الناس. ولما توفي رسول الله أبت سودة أن تحجّ بعده هي وزينب بنت جحش، قالتا: والله لا تحرّكنا دابّة بعد رسول الله . وتوفيت رضوان الله عليها في سنة أربع وخمسين بالمدينة المنوّرة. |
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||