فهم عبارة (انشلنى من أوحال التوحيد) بالمعنى الذى يشير إليه المعترضين هو فهم ساذج
جدا.
فمثلا عندما تقول (نجنا من عثرات الطريق) فليس معنى ذلك أنك تستغيث من الطريق نفسه
أو أن الطريق سيئ وإنما أنت تستغيث من أن تتعثر فيه والعيب هنا لا يكون فى الطريق
وإنما فى أنفسنا لاحتمال تعثرنا فيه.
وفى صحيح مسلم: (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) رواه أنس عن النبى
.
وقد روى عنه
أيضا أنه قال: (طريق الجنة حزن بربوة وطريق النار سهل بسهوة...) وبالطبع لا يعنى
هذا أنها دعوة إلى السير فى طريق النار وترك طريق الجنة ولا أن الجنة أفضل من
النار.
ومن هنا يتضح أن (أوحال التوحيد) هى المخاطر التى تحيط بمعتنقى التوحيد والمزالق
التى يريد الشيطان أن يوقعهم فيها وهى كثيرة وطبعا من الواضح أنها لا تأتى إلا
للموحدين لأن غيرهم لا يحتاج الشيطان أن يوقعه.
فالوحل هنا ليس فى التوحيد نفسه وحاشا لله ولكنه فيما يحيط به من مخاطر الشيطان
والنفوس والدنيا والهوى.
وهناك بعض العثرات المعروف أنها تصيب سالكى الطريق من الموحدين وهى أمراض الشك
والتى إن قواهم الله عليها فإنها تورث اليقين. وبعضها أيضا الفتنة بالنفس والغرور
جنبنا الله هذه الشرور والمساوئ.
وبالتالى فإن سيدى عبد السلام بن بشيش
وهو العالم بمشاكل السير وعثراته قد وضع هذا الدعاء والاستغاثة فى الصلاة المعروفة
باسمه (صلاة ابن بشيش) وذلك لكى يسأل بها مريديه الله العفو والعافية من هذه
الأوحال والعثرات.
وهذا هو أيضا ما فعله سيدى إبراهيم الدسوقى
فى (الصلاة الذاتية) حين قال (وأقل عترتى). |