ما هى المراقبة؟
هى المرابطة والملازمة وهى أساساً التزام الخلق بالحق فى إخوانهم، وهى أيضاً أن
يختلى الإنسان بربه فى أوقات معينة، وقد قال
:
(اعبد اله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك)
مسلم من حديث عمر.
هل تجوز مراقبة مخلوق من مخلوقات الله؟
تجوز لما ورد عن رسول الله
،
وعن سيدنا أبى بكر الصديق أنه قال: (ارقبوا محمد فى أهله بيته)
البخارى.
وقال
(إذا أردتم أن تنظروا إلى فانظروا إلى الحسن والحسين)
أخرجه الإمام فخر
الدين الرازى فى التفسير الكبير.
وقال
(النظر فى وجه العالم عبادة)
أخرجه الديلمى.
ذكر الإمام السبكى فى كتاب العهد الوثيق: ثم تتجرد من الشواغل الدنيوية كلها إن
أمكن، لأنك تريد الدخول فى حضرة ربك، التى هى الكناية عن الإقبال التام على الله،
والإعراض عن كل ما سواه حتى نفسك، وأنت فى مجلس طاهر مظلم مطيب كجلوسك للصلاة،
مغمضاً عينيك لأنه بتغميض العين تفسد طرق الحواس الظاهرة، وسدها يكون سبباً لفتح
حواس القلب... إلى أن قال... جاعلاً خيال شيخك بين عينيك، ليكون رفيقك فى السير إلى
الله، لا لكونه مقصوداً لذاته.
وذكر الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر: من آداب الذكر فيما يرى الشيخ
ألا يتلوا ورداً إلا بإذن شيخه، أو يلقنه إياه، وأن يجلس فى الذكر على هيئة المتشهد
متوضأ مستقبل القبلة ما أمكن، مغمضاً عينيه، وأن يشغل قلبه حال الذكر بالمذكور، وأن
يراقب صورة شيخه فى جميع عباداته، وأن يستمد بقلبه من شيخه، وأن يلاحظ أن استمداده
من شيخه هو الاستمداد من النبى
.
من كتاب مدرسة الشاذلية.
وكذلك ممن اعتمد المراقبة
(الرابطة) حسن البنا حيث قال فى المأثورات: أن يستحضر الذاكر صورة أحب الأخوان إليه.
هل المراقبة مستحدثة؟
ليست المراقبة مستحدثة لما ورد بأخباره
وأقوال العلماء، بل لقد طلب النبى
من سيدنا على
أن يغمض عينيه وأن يسمع وأن يقول (لا اله إلا الله)، فقد روى الإمام الطبرانى أن
سيدنا على
سأل النبى
،
وقال: دلنى على أقرب الطرق إلى الله، وأسهلها على العبادة، وأفضلها عند الله. فقال
:
(أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا اله إلا الله، ولو أن السماوات السبع
والأرضين السبع فى كفة، ولا اله إلا الله فى كفة، لرجحت لا اله إلا الله)، ثم قال
:
(يا على لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله) فقال سيدنا على (كيف أذكر يا
رسول الله؟) فقال
(اغمض عينيك، واسمع عنى ثلاث مرات، ثم قل أنت ثلاث مرات فأنا اسمع)، فقال (لا اله
إلا الله) مغمضاً عينيه.
ما هى فائدة المراقبة؟
1- تطهير القلب، لقوله
(إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد) ، وللقلب مرضان هما:
· الران
أو الصدأ ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ وجلاؤه ذكر الله.
· التقلب:
لوجود الخواطر الناتجة عن من القواطع عن الله وهى الدنيا والنفس والشيطان والهوى.
2- جهاد النفس، حيث يقول رسول الله
(رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) قالوا: وما الجهاد الأكبر يا رسول الله؟ قال
(جهاد النفس)
رواه البيهقى.
من كتاب رشفات المدام بتصرف
وبالنسبة للرابطة فى
النقشبندية فنحن لسنا على يقين ولكننا نعتقد أنها المراقبة أو الخلوة.
أما بالنسبة للاستعداد للمراقبة
والخروج منها
والعودة لها، فقد أرشدنا الشيخ إلى أن المراقبة هى البديل للخلوة المعروفة لدينا كمتصوفين،
وبالتالى فإن المراقبة يجب أن تكون:
- بتركيز
شديد جدا، فإن
10 دقائق بتركيز أبرك من ساعة بدون، وبدون أى مقاطعة أو تعرض للمقاطعة.
- ويجب
أن
تتخذ جميع الاحتياطات كى لا تشغلك أى شواغل.
- وتنتهى من جميع
إلتزاماتك وتقضى حوائجك.
- وتكون قد انتهيت
من إقامة صلاتك فلا تقلق عليها.
- ثم
تدخل
المراقبة بكل شروطها المعروفة، وتحس التركيز بها، فلا تخرج منها إلا بنهايتها. |