|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
المجـلة |
المجلة البرهانية |
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كلمة العدد :: حكمة العدد :: وقفات :: الدين النصيحة :: خدعوك فقالوا تعم المشرقين :: صحابة أحمد :: ركن المرأة :: ركن الشباب :: ركن الطفل
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ركن الشباب |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الصوفية والقدوة
لم يجد العالم قوة أجدى من طاقات الشباب في كل زمان ومكان ولم تشهد الدنيا فكرا أو مذهبا يوظف هذه الطاقات لهذه الفئة العملاقة مثل (الإسلام) وما كان ذلك إلا لأن واضعه هو الخالق سبحانه، ومنفذه رسوله سيد الخلق، وأمته هى خير أمة أخرجت للناس تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فنحن في أشد الحاجة إلى شباب قوي ذي فكر صحيح وعقيدة صالحة وإن شئت فقل في حاجة إلى شباب يملك الدين القويم بحيث يعمل في حركة دائبة على تطبيق تعاليمه السمحة ومبادئه العظيمة بقوة اليقين وحسن العقيدة بوازع من حب الوطن كشعبة من الإيمان. والأمر جد خطير ... لأن في الشباب قوة ذاتية وهبها له الخالق تعالت حكمته، وهى تتلون بلون الفكر الذى يعتنقه حيث تتوجه إليه لتنفذه خيرا كان أو شرا. والشباب يسعى بطبيعته وفطرته إلى القدوة، ولا يشرب العلم من الدرس بقدر ما يشربه من القدوة، فإن كانت صالحة صَلُح وإلا ... ومن هنا تكمن الخطورة ... وإذا تصفحت تاريخ الإسلام لوجدت قوما شهد لهم الإنصاف والمنصفون بسلامة دينهم وكماله ألا وهم السادة الصوفية، فهم شيوخ ملأ كيانهم حب المصطفى ونضحت أعمالهم على علمهم وكلامهم فتوجه إليهم الشباب بكل قوة ليعلموهم أمر دينهم وليقتدوا بهم واستقرءوا منهم أعماق دينهم وفهموا أنه لا كلام بغير علم ولا علم بغير عمل، وأن قوام طريق القوم حب لله ورسوله وطاعة لهما، وأن ظل الله وارف يوم لا ظل إلا ظله على شاب نشأ في طاعته، فهموا ذلك كله وعملوا به ففلحوا وأولئك هم المفلحون. وللصوفية أدواتهم التى يعملون بها على شباب الأمة، حيث يستعملون آلة الاستغفار فى جلى مرايا قلوبهم حتى يزول عنها الران، ثم يطلونها بأنوار التهليل فيلبسها الله حسن العقيدة وسلامتها، ثم يخضبون بالذكر حبات القلوب، ولا يزالون يعملون عليها بالذكر حتى تنصبغ بصبغة الله ومن أحسن من الله صبغة، فيصبحوا هؤلاء لله عابدين ولأنعمه حامدين وشاكرين، فيهدى الله لهم نفوسهم فيملكونها، ويتتبعون رضوان الله لا يتحركون إلا بتأييده ولا يسكنون إلا بتسكينه، فهم بالله وفي الله ومن الله وإلى الله، وفي مثل هؤلاء قال الحبيب المصطفى (عجب ربنا لشاب لا صبوة له) أي يملك زمام نفسه ولا تملكه نفسه، وليس لشيطانه عليه من سبيل. وصفوة القول: أنه إن يرزقك الله الدليل الصالح ألا وهو الخبير والشيخ المربي تكون قد هديت ورضيت، هذا الذى قال عنه الله عز وجل فى كتابه الكريم ﴿الرحمن فسأل به خبيرا﴾، وقال عنه الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه فى الحديث الذى أخرجه الديلمى (الشيخ فى أهله كالنبى فى أمته)، فانظروا عمن تأخذون دينكم. ولكن أن يشهر أحدهم سلاحه زاعما الجهاد في سبيل الله فإذا به يقتل أخاه المسلم، فخاب وما فلح ودمر وما عمر وخرب وما بنى ومات وما استشهد، وبسوء فهمه وظنه نسى أن يُعمر قلبه بسيف الطهارة قبل أن يُعمر قلبه بسيف الجهل والحماقة ... ولم يستطع أن يفرق بين جهاد النفس واهدار دم المسلمين .. وعن المعنى الحقيقى للجهاد الأكبر وتفصيل لمراتب الدين سيكون لنا معك أكثر من لقاء أيها الشاب لتفهم وتعى حقيقة الدين ... !!! |
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||