أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  المعرض    

 

 

معرض 2

أغصان الشجرة  ::  لسان حسود  ::  فضل الداعى  ::  فهو كظيم  ::  قبلة السجاد

يا عويمر  ::  إنهم مسقون  ::  أهل العطايا  ::  عين المشاهد  ::  الرفد والإرفاد

 

فضل الداعى

 

 

  نقل البغوى عن ابن عباس فى قوله تعالى: ﴿لنبوئهم فى الدنيا حسنة إنها المدينة، وذكر ابن النجار عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: كل البلاد افتتحت بالسيف وافتتحت المدينة بالقرآن، وقد روى أبو يعلى عن الصديق أبى بكر أنه قال سمعت رسول الله  يقول: لا يقبض النبى إلا فى أحب الأمكنة إليه، ولاشك أن أحبها إليه أحبها إلى ربه تعالى فإن حبه تابع لحب ربه جل وعلا وماكان أحب إلى الله ورسوله فكيف لايكون أفضل وقد قال عليه الصلاة والسلام اللهم إن إبراهيم دعاك لمكة وأنا أدعوك للمدينة بمثل مادعاك إبراهيم لمكة ومثله معه ولاريب أن دعاء النبى أفضل من دعاء سيدنا إبراهيم لأن فضل الدعاء على قدر فضل الداعى وقد صح أنه قال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد) وفى رواية (بل أشد) وقد أجيبت دعوته حتى كان يحرك دابته إذا رآها من حبها له. قال العارف ابن أبى جمرة فى قوله عليه الصلاة والسلام المروى فى البخارى (ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة) ظاهر هذا الحديث يعطى التسوية بينهما فى الفضل وقال ويؤيد ذلك أنه كان خصت المدينة بمدفنه عليه الصلاة والسلام واقامته بها ومسجده فقد خصت مكة بمسقطه بها ومبعثه منها وهى قبلته فمطلع شمس ذاته الكريمة المباركة مكة ومغربها المدينة. وبالجملة فكل المدينة ترابها وطرقها وفجاجها ودورها وما حولها قد شملته بركته فإنهم كانوا يتبركون بدخوله منازلهم ويدعونه إليها وإلى الصلاة فى بيوتهم ولذلك امتنع الإمام مالك رحمة الله عليه من ركوب دابة فى المدينة وقال: لا أطأ بحافر دابة فى عراص كان يمشى فيها بقدميه .